تتداول أوساط تونسية رسمية مشروع إنشاء قناة تونسية دينية، موجهة بالدرجة الأولى للجالية التونسية المقيمة بالخارج، وموجهة أيضا، للشعب التونسي، في إطار "المزاحة الفضائية" التي تعرفها الساحة العربية والإسلامية في الأقمار الصناعية. وكانت المبادرة التونسية ببعث إذاعة دينية من طرف رجل الأعمال التونسي محمد صخر الماطري التي تحولت في وقت وجيز إلى ظاهرة اجتماعية، حيث احتلت المراتب الأولى في نسب الإستماع، ثم بث التلفزيون التونسي الرسمي حصص دينية من إنتاج الإذاعة نفسها، فسر فيها الشيخ المشفر بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والوقائع التاريخية، بطريقة مبسطة بخلاف الخطاب الدعوي الذي يميز العديد من الدعاة المشارقة في الفضائيات الدينية الإسلامية، والذي لا يخرج عن الخطاب السلفي المعتدل أو المتشدد، والسلفي هنا، إحالة بالدرجة الأولى على "السلفية الوهابية". ويرتدي الشيخ المشفر، كل يوم طرز من الجبة التونسية، كما لا تغيب الابتسامة عن محياه، ولا ينفك عن استعمال الأمثلة الشعبية التونسية للتفسير، وبذلك نجح البرنامج وأصبح محطة قارة للتونسيين في آخر مرور روحي شهر رمضان الكريم. واعتبر الكاتب التونسي إيهاب الشاوش، ومحرر مقالات الرأي في موقع "إيلاف" الإلكتروني، أنه "بعد انتشار الفضائيات وأمام تحدي القنوات الدينية المشرقية، أصبح ملحا اليوم، إنشاء قناة دينية تنويرية لكبح جماح بعض الدعاة، وتنتصر للخطاب الإسلامي المعتدل، وتقدم نسخة مشرفة من الدين الإسلامي، تؤمن "بحق الاختلاف" والتعايش والتسامح، وعبارة عن جسر بين الحضارات والثقافات، ودين تأسس على مبادئ كونية صالحة لكل زمان ومكان كمبدإ الحرية والتعاون والتي تعيش على تثبيت أركان مجتمع التوازن والاعتدال والتضامن، الرافض للتطرف، المنفتح على محيطه والمتأصل في جذوره". وأضاف الكاتب نفسه أنه من الملح تأسيس قناة دينية تونسية "تستضيف خبراء ورجال دين من ديانات وطوائف مختلفة دون إقصاء"، ويمكن لها آنذاك، أن "تكون رائدة في العالم العربي والإسلامي".