لسنوات كثيرة ظلت قضية الصحراء مسألة تتعلق بالقصر الملكي فقط داخل التراب المغربي , ولا يحق لأي أحد من الشعب أو الإعلام أو السياسيين أن يتحدث في الأمر إلا في إطار المسموح به رسميا . وإن ظلت ورقة الصحراء مربحة للمخزن المغربي في وقت ما من التاريخ إلا أنها تحولت إلى كابوس مزعج ضده . خلف قضية الصحراء حكايا كثيرة بعضها يروج في الإعلام وبعضها الآخر لا يعرفه إلا المقربون جدا من هذا أو ذاك . تتعدد الأسباب وزوايا الرؤية للموضوع باختلاف الأطراف , بينما تظل الشعوب هي الخاسر الأوحد في مثل هذه المعارك. سواء تحدثنا عن الشعب المغربي أو الجزائري أو بداخل جبهة البوليزاريو . المغرب يروج أنها فقط مشكلة مفتعلة من طرف السلطة الجزائرية لأسباب كثيرة بعضها تاريخي كالإنتقام الذي تبع حرب الرمال , أو جيوسياسي محض يتعلق بالقوى الإقليمية وبسط النفوذ وغيرها ... بينما السلطة الجزائرية تقول أنها مشكلة لا تخصها مطلقا , إذ لا تفعل هي إلا استضافة الهاربين من جحيم المغرب والمدافعين عن قضيتهم ضد الديكتاتورية والإستبداد المغربي ... أما سلطة البوليزاريو وشعبها فمدافعون حتى النخاع عن حريتهم ومبادئهم التي يعبرون جهارا عنها حتى في المغرب كما يحدث في الجامعات او في التظاهرات المؤيدة للإنفصال في المغرب و وليس فقط في الخارج ... ما موقف الصحراويين فعلا من استقلال الصحراء عن المغرب ؟ ماذا يريدون ؟ وما مدى نجاح التفككات في الوقت الذي تسعى فيه الدول إلى التجمع والإتحادات ؟ وما مدى نجاح البوليزاريو حتى لو انفصلت مستقبلا عن المغرب كدولة ؟ أسئلة نتركها لتعليقات ومواقف زوار مرايا بريس التي نفتح لها صدورنا . أين الحقيقة بالضبط خارج بروباغندا القصر الملكي المغربي وأسوار جينرالات الجزائر وأغنياء السلطة في البوليزاريو ؟ ما مستقبل الصحراء خارج لغة الإنفعالات التي غذتها اجهزة الإعلام الرسمية في المناطق الثلاث ؟ ومتى ستكون الكلمة للشعب ؟ هل سيخدم فعلا الحكم الذاتي الصحراويين أم أنها فقط خدعة من طرف النظام المغربي لا يضمن مدافعو الجبهة ترتيباتها خاصة وأنهم يعرفون أنه لا ديموقراطية في المغرب ؟ ومن أفسد حقا حل الإستفتاء في الصحراء ؟ وما مدى نجاعة عودة حل الإستفتاء ؟ وكيف يمكن للقصر المغربي أن يخرج بالصحراء من مأزقها في إطار الجهوية ؟ كيف يفكر المسؤولون ؟ كيف يدبرون ؟ ولماذا يخططون مستقبلا ؟ نطرح موضوع الصحراء في إطار موضوع الساعة لموقع مرايا بريس , ويسرنا أن نتلقى أفكاركم في إطار حرية التعبير وحرية الإختلاف من أجل مد جسور التواصل مع كل الأطراف مع تحيات موقع مرايا بريس .