زنيبر يبرز الجهود التي تبذلها الرئاسة المغربية لمجلس حقوق الإنسان لإصلاح النظام الأساسي للمجلس    دلالات لزيارة رئيس الصين الودية للمملكة المغربية    تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية    متابعة موظفين وسماسرة ومسيري شركات في حالة سراح في قضية التلاعب في تعشير السيارات    هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟    عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب        رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'    أبناء "ملايرية" مشهورين يتورطون في اغتصاب مواطنة فرنسية واختطاف صديقها في الدار البيضاء    الحكومة توقف رسوم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام    الصحراء: الممكن من المستحيل في فتح قنصلية الصين..        المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره    أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    تعيينات بمناصب عليا بمجلس الحكومة    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    القوات المسلحة الملكية تفتح تحقيقًا في تحطم طائرة ببنسليمان    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    "الدستورية" تصرح بشغور مقاعد برلمانية    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن        رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المسيح يتجلى
نشر في مرايا برس يوم 20 - 03 - 2010

بداية , أود ألإشارة إلى أن هذه الزاوية المخصصة في هذا الموقع جعلت لتكون نافذة لننظر من خلالها إلى ما لدى الآخر المختلف عنا بتراثه الروحي العريق, فليست غايتنا هي التقليل من معتقدات أو كرامة أي أحد ,لذلك ينبغي أن نتفادى أي استفزاز لبعضنا البعض ونعمل على مد الجسور التي يمكننا أن نلتقي من خلالها فكريا وروحيا.. فليس هدفنا الإساءة لأي أحد وحسبنا أن القرآن نبه لهذه المسألة :
المائدة(آية:48):
وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعه ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم امه واحده ولكن ليبلوكم في ما اتاكم فاستبقوا الخيرات الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون .
فلم يأتي القرآن إلا مصدقا للتوراة والإنجيل, والذين يهينون معتقدات المسيحيين أو الذين يهينون المسلمين فإنهم في ضلال وليس لديهم أي معرفة يمكن الاعتماد عليها وكل ما هنالك أنهم يجمعون مقتطفات من هنا وهناك فيظنون أنهم بواسطتها يتمكنون من إظهار مدى فساد المسيحية.. ولكن ليس لديهم علم بأن القرآن نبه إلى أن كل أمة جعل الله لها شرعة ومنهاجا خاصا و متميزا . كما أنه ليس مطلوبا من المسلم أن يظهر المسيحية بصورة مشوهة حتى يبدوا الإسلام جميلا وكاملا , فحسب اعتقادي أن الإسلام لا يحتاج لذلك فهو ديانة عظيمة ولا أحد يستطيع أن ينكر هذه الحقيقة, كما أن المسيحية بشخص المسيح وسيرته تهدم كل النظريات الهدامة وتستطيع المقاومة والصمود لأنها في الأصل والعمق ديانة محبة وخير وهذا هو منهاجها الذي نريد أن نسلط عليه الأضواء بدون تعصب.
تساءلت ذات يوم بيني وبين نفسي ما إذا كان المسيح هو خليفة الله الذي تحاور الله بشأنه مع الملائكة حينما قال:
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) البقرة
وسأخبركم الآن لماذا وجب علي افتراض هذا, ففي الإنجيل نجد أن المسيح هو آدم الثاني الذي يزيل الخطية ويشفع لذنوبنا (( فالإنجيل يخبرنا أن آدم الأول دخلت من خلاله الخطية للجنس البشري وأبعدته عن الله , بينما توفرت المغفرة والتكفير عن الخطية .. من خلال آدم الثاني الذي هو المسيح)) فهو ليس مجرد رسول عادي بل إنه روح من الله وكلمته.. بشهادة القرآن نفسه! وهو الشخص الوحيد من بين كافة الرسل والأنبياء الذي كان أتباعه يسجدون له, كما أن الله في الإنجيل لديه صفة واسم لا يوجد في أي كتاب آخر وهي صفة ابن الانسان! والمسيح هو الشخص الذي تنبأ عن مجيئه الأنبياء وهو الوحيد الذي سبقه نبي خاص ليعد طريقه ويهيء الناس لقبول رسالته كما أنه الوحيد الذي نزلت الملائكة تسبح بمولده العجيب فكان هذا الجند السماوي الملائكي يسبح الله قائلا: " المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام و بالناس المسرة."وهكذا فنحن نورد هنا مقتطفات تبرز تجلي مظاهر العظمة من خلال شخص المسيح.
ويخبرنا الإنجيل عن تساؤلات الناس عندما رأو يوحنا حيث يقول: وإذ كان الشعب ينتظر ، والجميع يفكرون في قلوبهم عن يوحنا لعله المسيح أجاب يوحنا الجميع قائلا: أنا أعمدكم بماء، ولكن يأتي من هو أقوى مني، الذي لست أهلا أن أحل سيور حذائه. هو سيعمدكم بالروح القدس ونار ( أصحاح3 ) فمن خلال شهادة النبي يوحنا " يحيى" أن المسيح أقوى وأقدر.. منه .. ففي الآيات السابقة من سورة البقرة نجد أن كل الملائكة سجدت لآدم إلا إبليس أبى واستكبر , وفي الأعداد التالية سنجد الإنجيل يوفر لنا معلومات إضافية وفريدة عن مصارعة الشيطان للمسيح ومحاولة الإيقاع به على اعتبار أنه رفض مكانته الخاصة التي لديه كروح من الله وأراد أن يثبت العكس ويجعل لنفسه مجدا خاصا بعد أن يهدم إرادة الله
* أما يسوع فرجع من الأردن ممتلئا من الروح القدس، وكان يقتاد بالروح في البرية أربعين يوما يجرب من إبليس. ولم يأكل شيئا في تلك الأيام. ولما تمت جاع أخيرا وقال له إبليس: إن كنت ابن الله، فقل لهذا الحجر أن يصير خبزا فأجابه يسوع قائلا: مكتوب: أن ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة من الله ثم أصعده إبليس إلى جبل عال وأراه جميع ممالك المسكونة في لحظة من الزمان وقال له إبليس: لك أعطي هذا السلطان كله ومجدهن، لأنه إلي قد دفع، وأنا أعطيه لمن أريد فإن سجدت أمامي يكون لك الجميع فأجابه يسوع وقال: اذهب يا شيطان إنه مكتوب: للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد ثم جاء به إلى أورشليم، وأقامه على جناح الهيكل وقال له: إن كنت ابن الله فاطرح نفسك من هنا إلى أسفل لأنه مكتوب: أنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك وأنهم على أياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك فأجاب يسوع وقال له : إنه قيل: لا تجرب الرب إلهك ولما أكمل إبليس كل تجربة فارقه إلى حين ورجع يسوع بقوة الروح إلى الجليل، وخرج خبر عنه في جميع الكورة المحيطة وكان يعلم في مجامعهم ممجدا من الجميع ( إنجيل لوقا أصحاح4) ومن خلال الآيات الآتية نستطيع أن نقرأ مع المسيح في سفر النبي اشعياء وهو نبي عاش قبل المسيح 732 سنة وهو يشير بوضوح أن روح الرب على المسيح.. حيث نقرأ: *وجاء إلى الناصرة حيث كان قد تربى. ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرأ فدفع إليه سفر إشعياء النبي. ولما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوبا فيه روح الرب علي، لأنه مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر، وأرسل المنسحقين في الحرية وأكرز بسنة الرب المقبولة ثم طوى السفر وسلمه إلى الخادم، وجلس. وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة إليه فابتدأ يقول لهم: إنه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم وكان الجميع يشهدون له ويتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه، ويقولون: أليس هذا ابن يوسف ؟ ( إنجيل لوقى أصحاح 4) ولقد أعلن المسيح في موضع آخر من الكتاب عندما اعترض زعماء الدين اليهود على أعمال الشفاء التي كان يقوم بها في يوم السبت الذي يعتبر عندهم يوم راحة مقدس لا يجوز أن يقوم فيه المؤمن بأي عمل أو مجهود حتى أن المتشددين اليهود كانوا لا يحملون ولو قدر تينتين يابستين ليتفادوا خرق شريعة السبت, لكن المسيح كشف لهم حقيقة خاصة به حتى أنهم ذهلوا وصدموا من جرأته حد التجديف في نظرهم وذلك لدى إعلانه أنه هو ابن الإنسان رب السبت! أما الآيات التالية فسوف تقودنا لاكتشاف حقيقة أخرى يتميز بها شخص المسيح وهي غفران الخطايا:
* وفي أحد الأيام كان يعلم، وكان فريسيون ومعلمون للناموس جالسين وهم قد أتوا من كل قرية من الجليل واليهودية وأورشليم. وكانت قوة الرب لشفائهم وإذا برجال يحملون على فراش إنسانا مفلوجا، وكانوا يطلبون أن يدخلوا به ويضعوه أمامه ولما لم يجدوا من أين يدخلون به لسبب الجمع، صعدوا على السطح ودلوه مع الفراش من بين اللبن إلى الوسط قدام يسوع فلما رأى إيمانهم قال له: أيها الإنسان، مغفورة لك خطاياك فابتدأ الكتبة والفريسيون يفكرون قائلين: من هذا الذي يتكلم بتجاديف؟ من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده فشعر يسوع بأفكارهم ، وأجاب وقال لهم: ماذا تفكرون في قلوبكم ؟ أيهما أيسر: أن يقال : مغفورة لك خطاياك، أم أن يقال: قم وامش؟ ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا، قال للمفلوج: لك أقول: قم واحمل فراشك واذهب إلى بيتك . ففي الحال قام أمامهم، وحمل ما كان مضطجعا عليه، ومضى إلى بيته وهو يمجد الله فأخذت الجميع حيرة ومجدوا الله، وامتلأوا خوفا قائلين: إننا قد رأينا اليوم عجائب ( إنجيل لوقى أصحاح 5)
أما يوحنا النبي فقد اشتغل كثيرا حتى تعب ودخلت نفسه الريبة والشك لكونه لم يجد ما يرد به على تساؤلات كثيرين حول المسيح, ولقد أرسل رجلين ليسأل ومن خلال جواب المسيح لهما يتبدى لنا وهو منهمك في عمله بين العمي والعرج والمساكين المعلولين : فدعا يوحنا اثنين من تلاميذه، وأرسل إلى يسوع قائلا:أأنت هو الآتي أم ننتظر آخر ؟ فلما جاء إليه الرجلان قالا: يوحنا المعمدان قد أرسلنا إليك قائلا: أنت هو الآتي أم ننتظر؟ آخر وفي تلك الساعة شفى كثيرين من أمراض وأدواء وأرواح شريرة، ووهب البصر لعميان كثيرين فأجاب يسوع وقال لهما: اذهبا وأخبرا يوحنا بما رأيتما وسمعتما: إن العمي يبصرون، والعرج يمشون، والبرص يطهرون، والصم يسمعون، والموتى يقومون، والمساكين يبشرون وطوبى لمن لا يعثر في ّ ( إنجيل لوقا أصحاح7)
كتب لي أحدهم ذات يوم قائلا: أن الإله الذي يأكل الطعام ويتغوط ويجوع ويعطش ما بقي إلاها , فأجبته قائلا: ولكنه مع كل علامات الضعف هذه فهو يملك القدرة على صنع المعجزات ويحيي الموتى ويخلق.. وفوق ذلك فإنه يغفر الخطايا , كما أنه حتى الرسل كان الناس لا يقبلون رسالاتهم لكونهم مجرد بشر لأنهم كانوا يفترضون أن الرسول ينبغي أن يكون له ملائكة معه .. وهو ما أشار إليه القرآن : وَقَالُوا مَالِ هَٰذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ ۙ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7) أَوْ يُلْقَىٰ إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا ۚ وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (8) انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (9) تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَٰلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا (10) الفرقان. أما اليهود في الآيات التالية فقد رأو في ما عملته المرأة مع المسيح وعدم نهره لها دليلا على أنه ليس نبيا !
*وسأله واحد من الفريسيين أن يأكل معه، فدخل بيت الفريسي واتكأ وإذا امرأة في المدينة كانت خاطئة، إذ علمت أنه متكئ في بيت الفريسي، جاءت بقارورة طيب ووقفت عند قدميه من ورائه باكية، وابتدأت تبل قدميه بالدموع، وكانت تمسحهما بشعر رأسها، وتقبل قدميه وتدهنهما بالطيب فلما رأى الفريسي الذي دعاه ذلك، تكلم في نفسه قائلا: لو كان هذا نبيا، لعلم من هذه الامرأة التي تلمسه وما هي, إنها خاطئة . فأجاب يسوع وقال له : يا سمعان، عندي شيء أقوله لك. فقال: قل، يا معلم كان لمداين مديونان . على الواحد خمسمئة دينار وعلى الآخر خمسون وإذ لم يكن لهما ما يوفيان سامحهما جميعا. فقل: أيهما يكون أكثر حبا له؟ فأجاب سمعان وقال: أظن الذي سامحه بالأكثر. فقال له: بالصواب حكمت ثم التفت إلى المرأة وقال لسمعان: أتنظر هذه المرأة؟ إني دخلت بيتك، وماء لأجل رجلي لم تعط. وأما هي فقد غسلت رجلي بالدموع ومسحتهما بشعر رأسها, قبلة لم تقبلني، وأما هي فمنذ دخلت لم تكف عن تقبيل رجلي , بزيت لم تدهن رأسي، وأما هي فقد دهنت بالطيب رجلي, من أجل ذلك أقول لك : قد غفرت خطاياها الكثيرة، لأنها أحبت كثيرا. والذي يغفر له قليل يحب قليلا ثم قال لها: مغفورة لك خطاياك . فابتدأ المتكئون معه يقولون في أنفسهم: من هذا الذي يغفر خطايا أيضا ؟! فقال للمرأة: إيمانك قد خلصك، اذهبي بسلام ( إنجيل لوقى أصحاح 7) إن مكانة المسيح رفيعة في نفوس أتباعه وهم يجدون في كل آية مكتوبة في الإنجيل أثرا لعظمته, لأنه في ظرف لا يتجاوز ثلاث سنوات هي مدة خدمته , استطاع أن يغير مسار التاريخ البشري, وفي وقت كان الناس يعتمدون كلية على قوة السلاح وجبروت القوة لكي يفرضوا وجودهم.. فإن المسيح جعل من السلام والمحبة قوة تداعت أمامها أعتى الإمبراطوريات واستسلم للفضائل التي علم بها أقوياء وعظماء ومشاهير وحكماء وفهماء يحفل التاريخ بمكانتهم..
* حقا أقول لكم: إن من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله وبعد هذا الكلام بنحو ثمانية أيام، أخذ بطرس ويوحنا ويعقوب وصعد إلى جبل ليصلي وفيما هو يصلي صارت هيئة وجهه متغيرة، ولباسه مبيضا لامعا وإذا رجلان يتكلمان معه، وهما موسى وإيليا اللذان ظهرا بمجد، وتكلما عن خروجه الذي كان عتيدا أن يكمله في أورشليم وأما بطرس واللذان معه فكانوا قد تثقلوا بالنوم. فلما استيقظوا رأوا مجده، والرجلين الواقفين معه وفيما هما يفارقانه قال بطرس ليسوع: يا معلم، جيد أن نكون ههنا. فلنصنع ثلاث مظال: لك واحدة، ولموسى واحدة، ولإيليا واحدة. وهو لا يعلم ما يقول وفيما هو يقول ذلك كانت سحابة فظللتهم. فخافوا عندما دخلوا في السحابة وصار صوت من السحابة قائلا: هذا هو ابني الحبيب. له اسمعوا , ولما كان الصوت وجد يسوع وحده، وأما هم فسكتوا ولم يخبروا أحدا في تلك الأيام بشيء مما أبصروه ( إنجيل لوقا أصحاح 9) لقد تمنى كثيرون من الأنبياء والملوك أن ينظروا أعمال المسيح ويشهدوا معجزاته ورحلاته التي كان يقوم بها من أجل إعلان البر الإلهي, وتمنى كثيرون أن يسمعوا , ولقد كان كثيرون يقللون من أهمية معجزاته ويقولون أنه ليس هو المسيح الذي تحدثت وتنبأت عنه كتبهم , لكن كثيرين كانوا يقولون: هل إذا جاء المسيح سيقوم بمثل هذه المعجزات , فكانوا يؤمنون به معترفين أنه هو الذي قصدته النبوءات.. *وفي تلك الساعة تهلل يسوع بالروح وقال: أحمدك أيها الآب، رب السماء والأرض، لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال. نعم أيها الآب، لأنه هكذا صارت المسرة أمامك والتفت إلى تلاميذه وقال: كل شيء قد دفع إلي من أبي. وليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب، ولا من هو الآب إلا الابن، ومن أراد الابن أن يعلن له والتفت إلى تلاميذه على انفراد وقال: طوبى للعيون التي تنظر ما تنظرونه لأني أقول لكم: إن أنبياء كثيرين وملوكا أرادوا أن ينظروا ما أنتم تنظرون ولم ينظروا ، وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا ( انجيل لوقى أصحاح 10)
إن الإنجيل حافل بالأحداث والعجائب التي تظهر عظمة الله وحكمته, فإن الله يستطيع كل شيء , والذين يكذبون حكمة الله في المسيح هم في الحقيقة يعلنون أن الله لا يستطيع وليس لديه قدرة , ففي مفهوم الإنجيل أن الله يستطيع أن يفعل كل شيء ما يتصوره الإنسان وما لا يتصوره , ما يقبله عقله وما لا يقبله , فليس مطلوبا من الإنسان أن يضع لله حدودا أو يعد له قائمة سلوك بدونها لا تصدق ألوهيته ولا يعترف له بها بين البشر.
وسأواصل في المقالات القادمة تسليط الضوء على معالم المنهاج الإنجيلي.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.