صدر حديثا لمجموعة الأصالة للأمداح النبوية، التابعة لجمعية الأصالة للأمداح النبوية وموسيقى الآلة تحت إشراف المادح محسن نورش، قرص مدمج بعنوان "إشراقات صوفية" من ديوان أبي الحسن الششتري. ويقدم هذا القرص المدمج لمحبي هذا الفن الأصيل ومتذوقيه باقة من الإيقاعات المغربية والنغم الأصيل والكلمات الرائقة. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضح الأستاذ محسن نورش، رئيس الجمعية، أن هذا العمل يعتمد الطابع الأكاديمي البحت من حيث الأشعار المنتقاة من ديوان هذا المتصوف الكبير ومن حيث الطبوع والأدوار والإيقاعات التي تضمنها هذا القرص والمتداولة كلها في موسيقى الآلة. وأضاف نورش أنه حرص على أن تتضمن هذه الإشراقات الصوفية "الحلل" المتداولة في الزاوية إضافة إلى "العمارة" التي هي تقليد عند أهل السماع في نهاية كل حضرة وجلسة صوفية تنشد فيها الأمداح النبوية ويردد فيها "كلام القوم". وقال إن هذا القرص المدمج، الذي خصص لأبي الحسن الششتري وتم من خلاله تنقية أشعاره وتصحيحها وتوثيقها عن أصح المصادر والمظان، ستعقبه أقراص أخرى يتم من خلالها التعريف بأقطاب الشعر الصوفي بالمغرب وبالعالمين العربي والإسلامي. يشار إلى أن أبا الحسن علي بن عبد الله النميري الششتري الأندلسي، الذي تعانق هذه الإشراقات الصوفية ديوانه وتقدم نفحات من شعره ونظمه الصوفي وما يعرف ب`"كلام القوم"، من مواليد سنة 610 ه / 1212 م في ششتر إحدى قرى جنوبي الأندلس. وقد درس الششتري علوم الشريعة من القرآن والحديث والفقه والأصول والفلسفة وعرف مسالك الصوفية ودار في فلكهم وكان يعرف بعروس الفقهاء، وبرع في فنون النظم المختلفة الشائعة على زمانه من القصيد والموشح والزجل واشتهر شاعراً وشاحا زجالا وذاع صيته في الشرق والغرب . وصحب أبا مدين شعيب الصوفي بن سبعين، ثم أدى فريضة الحج، وسكن القاهرة مدة لقي فيها أصحاب الشاذلي وزار الشام. وتوفي في مصر في بعض نواحي دمياط سنة 778 ه / 1269م، وله ديوان مطبوع حققه الأستاذ الراحل علي سامي النشار. وتهدف جمعية الأصالة للأمداح النبوية وموسيقى الآلة إلى المحافظة على التراث الأصيل عموما والمديح والسماع وموسيقى الأصالة على وجه الخصوص، وتتكون من 35 عضوا (قراء للقرآن، منشدون، عازفون وأساتذة باحثون). وأنتجت الجمعية، التي شاركت في العديد من التظاهرات والمهرجانات الوطنية، وفي عدة بلدان، خمسة أقراص في الشمائل المحمدية والذكر والابتهال والسماع الصوفي وبردة المديح، كما أنتجت حصصا للتلفزيون المغربي.