اعتبر وزير الدولة السيد محمد اليازغي، أن قضية بناء المغرب العربي غير مرتبطة بملف الصحراء، الذي يوجد بين يدي الأممالمتحدة . وقال السيد اليازغي، في حديث لجريدة (الحركة) نشرته في عددها الصادر اليوم الاثنين، أنه "يتعين مبدئيا أن لا يؤثر ملف الصحراء المغربية على علاقاتنا لا الثنائية ولا الجماعية داخل المغرب العربي"، مشددا على أن قضية الصحراء في جدول أعمال مجلس الأمن، وسياسات دول المغرب العربي يجب أن تشتغل في اتجاه الوحدة المغاربية. وأضاف أن اتحاد المغرب العربي لا يمكن أن يبنى ويمضي قدما إلا بإرادة المغرب والجزائر ومع الأقطار الأخرى المكونة للاتحاد ، مشيرا إلى أنه سيأتي يوم "تستطيع فيه القيادة الجزائرية أن تصل إلى الاختيار الصحيح الذي يخدم مصالح الشعب الجزائري وباقي الشعوب المغاربية لبناء الوحدة التي كانت ولازالت مطمحها". وذكر السيد اليازغي بتقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول الوضع الحالي في المنطقة، والذي من بين أهم ما اقترحه لأول مرة "هو ضرورة إجراء إحصاء لساكنة تندوف، وطرح سؤال على اللاجئين، هل يريدون البقاء هناك أم يفضلون العودة إلى وطنهم الأم وهذه خطوة جد مهمة". من ناحية أخرى أكد السيد محمد اليازغي، ان الأداء الحكومي يسير حتى اليوم بصورة طبيعية ، معتبرا أن البرنامج، الذي صادق عليه البرلمان، يطبق على أرض الواقع . وبخصوص الحوار الاجتماعي الذي فتحته الحكومة مع النقابات، أكد السيد اليازغي أن الحكومة بادرت إلى العمل من أجل إقرار منظومة جديدة وحديثة ومتناسقة لإصلاح الأجور تراعي متطلبات ما اتفق عليه، مشيرا الى أن القرارات التي اتخذتها الحكومة بتشاور مع النقابات المعنية ، أدمجت في القانون المالي الحالي. وفي ما يتعلق بالأداء التشريعي أشار السيد اليازغي إلى أن "البرلمان المغربي دخل مرحلة جديدة، وبالتالي هناك أمل بالنسبة للغرفتين الأولى والثانية في أن تنهضا بمهامهما خاصة على مستوى التشريع"، معتبرا أن البرلمان "ملزم باعتماد صيغ جديدة في طرح القضايا المهمة التي تستأثر باهتمام الرأي العام حتى يتمكن من إعادة الثقة في العمل الحزبي والسياسي عموما". وتطرق السيد اليازغي من جهة أخرى لتحالفات حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في أفق التحضير لانتخابات 2012، مبرزا في هذا السياق أن الحزب "يجري مشاورات مع أحزاب الكتلة وأحزاب الأغلبية وحتى مع أحزاب المعارضة لبسط وجهات نظره وإعطاء رأيه سواء في الحالة السياسية الراهنة أو المستقبلية". وتطرق السيد اليازغي في هذا الحوار، أيضا، إلى عدد من القضايا منها على الخصوص الإصلاح الدستوري والحوار الوطني حول الإعلام الذي اعتبره مبادرة "جد إيجابية"، معربا عن أمله في أن تتبلور عنه اقتراحات إيجابية تفتح آفاقا للمستقبل.