متوسطي العمق المؤسساتي والتناسق الاستراتيجي والشرعية السياسية، بما يعزز استمرارية هذه الشراكة، ويرسخ على نطاق واسع الاستقرار في المنطقة المتوسطية. وأشار السيد أزولاي، في افتتاح الدورة ال17 للمؤتمر المتوسطي الدائم للسمعي-البصري (كوبيام)، إلى أن "هذا الاتحاد، الذي ما يزال قيد الإنشاء من قبل ضفتي المتوسط، لن تكون له مصداقية وجدوى إلا إذا تم أخذ المجتمع المدني بالبلدان ال43 الأعضاء في الاعتبار، وتم تحميله المسؤولية داخل هذا الفضاء المكون من 750 مليون نسمة". وأضاف أنه "من هذا المنظور، تستمد الأوراش العشرة المقترحة من قبل (كوبيام) بدعم من مؤسسة أناليند، دلالتها"، مذكرا بالطابع الاستراتيجي لهذا البرنامج الذي ينطلق من إحداث قناة تلفزية متوسطية متعددة اللغات إلى وضع موقع إلكتروني باللغات الفرنسية والعربية والإنجليزية بحلول سنة 2011 . وأبرز السيد أزولاي، الذي كان يتحدث إلى جانب السيد فريدريك متيران وزير الثقافة والاتصال الفرنسي، الاختيار الاستراتيجي الذي اتخذته مؤسسة أناليند و(كوبيام) معا لإعطاء "عنوان وصورة وصوت للمنطقة الأورو-متوسطية في مجال السمعي-البصري". وأكد السيد أزولاي أن هذه الشراكة، التي تستند إلى 3000 منظمة غير حكومية، تشكل في مجموعها الشبكة المتوسطية للمجتمعات المدنية التي جمعت بينها مؤسسة أناليند، ستساهم في بيداغوجيا وتعبئة وانضمام الرأي العام إلى أهداف التكافؤ والتبادل والمسؤولية المشتركة التي تؤسس لمشروعية ونجاح الاتحاد من أجل المتوسط. وقد انعقد المؤتمر المتوسطي الدائم للسمعي-البصري، في دورته 17 تحت شعار "الرهان السمعي-البصري للمنطقة المتوسطية" تحت رعاية الرئيس الفرنسي ساركوزي وبدعم من وزارتي الشؤون الخارجية والثقافة الفرنسيتين. وفي افتتاح هذا اللقاء، عبر وزير الثقافة الفرنسي فريديريك ميتران عن "دعم فرنسا الكامل" لمشاريع "كوبيام" التي من شانها أن تعزز الحوار الثقافي بين ضفتي المتوسط. ويسجل "كوبيام"، الذي يضم تنوعا كبيرا من الفاعلين في عالم السمعي-البصري والثقافة يمثلون حوالي 26 بلدا من بينها المغرب، حضوره كفاعل رئيسي في الفضاء الثقافي المتوسطي، وشريك مفضل للمشاريع السمعية-البصرية المتطورة في إطار الاتحاد من أجل المتوسط. كما يحضر "كوبيام"، الذي أحدث بالقاهرة سنة 1996 ، كمخاطب معترف به ، في الوقت الراهن، من قبل المنتديات المسيرة للمؤسسات الأوروبية والعربية.