انطلقت، اليوم الأربعاء بالرباط، أشغال ملتقيات التاريخ في دورتها السادسة حول موضوع "الهجرة والاستيطان". وتهدف ملتقيات التاريخ، التي تنظمها الجمعية المغربية للمعرفة التاريخية بتعاون مع وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، والتي تحتضنها المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، إلى نشر المعرفة التاريخية في الأوساط المدرسية والجامعية، وتقريب الثقافة التاريخية من العموم، فضلا عن تطوير المعرفة التاريخية. وقالت كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي، السيدة لطيفة العابدة، في كلمة بمناسبة افتتاح هذه الملتقيات، التي ستستمر إلى غاية العاشر من أبريل الجاري، إن هذه الملتقيات تعكس حراك المشهد الفكري والعلمي بالمغرب. وأشارت إلى أن الجمعية المغربية للمعرفة التاريخية، وبعد مقاربتها السنة الماضية لموضوع "الحدود"، تقارب اليوم موضوع الهجرة الذي يحظى دوما بالراهنية، مشيرة إلى أن إقامة الحواجز والجدران العازلة أعمال تسير عكس اتجاه التاريخ الإنساني الذي ليس في الواقع إلا تاريخ الهجرات. واعتبرت أن الموضوع الذي اختارته الجمعية هذه السنة، وبحكم تشعب أبعاده وتفاعلها مع المحددات الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والجيوستراتيجية، يعد مجالا خصبا للاستكشاف العلمي والاجتهاد المعرفي ثم الاستثمار التربوي. وبعد أن أشارت السيد العابدة إلى أن المشاركين في هذه الملتقيات من المغرب والخارج ينسجون آليات الحوار والتفاعل عبر القنوات الكفيلة بتحقيق انفتاح الفكر التاريخي المغربي على مختلف المدارس والاجتهادات، أكدت أن الملتقيات تشكل إضافة نوعية للبحث التاريخي الوطني والإنساني. كما ستمكن بفضل أدواتها التحليلية من تعميق المعرفة بالإطار المفاهيمي للهجرة والاستيطان. ويتضمن برنامج الدورة السادسة لملتقيات التاريخ، موائد مستديرة حول "سكان بلاد المغرب: التاريخ والمفاهيم"، و"الموريسكيون وتراثهم"، و"الهجرات الأندلسية : مد وجزر" و"حركات الهجرة وممارسات الحكم في العالم الإسلامي" و"حضور إفريقيا جنوب الصحراء في المغرب: بين الأمس واليوم"، والهجرات الجماعية وصراع الاختلاف في الشرق العربي" و"مهاجرون من وهناك بين التاريخ والذاكرة" و"المغرب أرض اللجوء". كما ستلقى محاضرات حول "عودة الإنسان على مسرح الأحداث في حوض البحر الأبيض المتوسط" و"هجرة العلوم والعلماء بالغرب الإسلامي من القرن التاسع إلى القرن الخامس عشر"، هذا بالإضافة الى المحاضرة الافتتاحية التي ألقاها اليوم عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن مسيك الدارالبيضاء الأستاذ عبد المجيد القدوري تحت عنوان "الهجرة في التاريخ". وتتبع المحاضر موضوع الهجرة تاريخيا انطلاقا من أربعة عناوين كبرى هي "الهجرة المؤسسة" و"هجرة الانتقال" و"الهجرة المفروضة" و"الهجرة المرغوب فيها". يشار إلى أنه تم بهذه المناسبة افتتاح معرض حول "قرن من تاريخ المغاربيين في فرنسا من خلال الملصقات"، والذي ينظمه مجلس الجالية المغربية بالخارج والذي سيستمر إلى غاية ال`20 من أبريل الجاري. ويستحضر المعرض، عبر التاريخ الثقافي، اللحظات القوية لاستقرار الساكنة القادمة من بلدان المغرب العربي بفرنسا منذ أواخر القرن التاسع عشر، كما يسلط الضوء على التاريخ الطويل لتجذر الهجرة المغاربية بفرنسا. ويروم المعرض إبراز مساهمة المغاربيين الفكرية والفنية في فرنسا، وتغيير مفاهيم الهجرة وتعزيز الحوار والتفاهم المتبادل. تجدر الإشارة إلى أن هذا المعرض، الذي يشير المشرفون عليه إلى أنه تربوي وبيداغوجي، كان قد أقيم بعدد من المدن الفرنسية.