أكد السيد الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون، مجددا أن المغرب، الذي يبقى دائما متشبثا باتحاد المغرب العربي وبضرورة اندماج المغرب العربي، مستعد للتوصل لحل توافقي بالنسبة لقضية الصحراء في إطار المشروع المغربي للحكم الذاتي والوحدة الترابية المغربية والاحترام المتبادل. وأضاف السيد الفاسي الفهري، في حديث أجرته معه صحيفة "الوطن" القطرية ونشرته أمس السبت، أن المغرب مستعد لمواصلة المفاوضات بشأن التوصل الى حل نهائي ودائم لقضية الصحراء المغربية "بهدف أن تصل المنطقة الى النضج". وأشار الى أن الموقف أبلغ للمبعوث الشخصي للأمين العام السيد كريستوفر روس خلال زيارته الأخيرة، مؤكدا أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي موجودة على طاولة المفاوضات، لكن "لا يمكن أن نبقي مكتوفي الأيدي". وأوضح أن جلالة الملك محمد السادس نصب اللجنة الاستشارية للجهوية وقرر وضع "الخطة في نطاق مغربي مغربي"، مذكرا بأن الجهوية الموسعة نابعة عن إرادة لتطوير المغرب لأن الوقت قد حان "لنصل الى هذه المحطة بالنسبة للحكامة الترابية أو المحلية". وأضاف وزير الشؤون الخارجية والتعاون أنه "يمكن أن نبتدئ بالاقاليم الجنوبية حتى نعطي الدليل على أننا جديون في تنفيذ هذا المشروع". وفي معرض رده عن سؤال حول مدى تجاوب الأطراف الأخرى مع القرار رقم 1871 الصادر عن مجلس الأمن في أبريل الماضي والذي يدعو أطراف النزاع الى التعامل بواقعية وبروح توافقية، أوضح الوزير أن الجزائر و"البوليساريو" لم تتجاوبا مع مقتضيات القرار، الذي ينص مثله مثل القرارات السابقة على مسؤولية ودور الأطراف، ثم ضرورة أن تتعاون الأطراف في ما بينها. وأوضح أن ذلك يعني أن الجزائر والمغرب مدعوان للبحث في قضية الصحراء المغربية على المستوى الثنائي وبشكل مباشر، كما أن القرار يدعو، يضيف السيد الفاسي، الى الشروع في مفاوضات جادة وعميقة تأخذ بعين الاعتبار روح التوافق والواقعية. وجدد السيد الفاسي الفهري التأكيد على أن المغرب عبر عن الواقعية وروح التوافق بشكل رسمي في إطار مبادرته، معربا عن أسفه لكون "الأطراف الأخرى لأسباب قد تكون سياسية أو جيوستراتيجية لا تريد التعاون في هذا الإطار". ومضى قائلا إن ذلك يعني أن "هذه الأطراف تفضل الجمود بكل أسف، والجمود في المنطقة يعني الرجوع الى الوراء في ظل المخاطر والتحديات بما فيها تلك ذات الطابع التنموي". وقال: "إننا لاحظنا مع الأسف أن الجزائر لم تساعدنا ولم تشارك في المفاوضات بالإرادة والتصور الذي وضعته الأممالمتحدة، والآن بعد جولتين جاءت الجولة الثالثة وحضر السيد روس لزيارة المنطقة وبدأ بالمملكة المغربية، حيث أبلغه جلالة الملك بموقف المغرب الذي يقوم على الحل السياسي التفاوضي". وردا عن سؤال حول أسباب تعنت الجزائر وتمسكها بموقفها الرافض لمبادرة الحكم الذاتي، تأسف السيد الفاسي الفهري لكون "الحكومة الجزائرية تتحدث اليوم عن ضرورة التوصل الى حل لقضية الصحراء كشرط سابق لأي تطبيع على المستوى الدبلوماسي، كما أن الحدود مغلقة رغم دعوات المغرب لفتحها بين الجانبين". وقال: "إننا نشعر بالأسف إزاء هذا الوضع خاصة واننا واثقون بأن البلدين والشعبين سيحققان مكاسب كبيرة من تطبيع العلاقات"، وأكد "وجود موقف عام و لا يخص قضية الصحراء وحدها، موقف لعدم تطوير العلاقات بين البلدين"، مذكرا بقرار الجزائر إقصاء المغرب مؤخرا من مؤتمر إقليمي كان يهدف الى محاربة الارهاب وايجاد سبل للتعامل مع التهديد الذي يشكله تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي". وتابع أن اسم هذه منظمة واضح وهو يعني العمل في الفضاء المغاربي، "ولا يمكن أن نتكلم عن مخاطر التهديد من طرف هذه المنظمة ونقوم في نفس الوقت باقصاء طرف أساسي في المغرب العربي".