تحكي مسرحية "بيلغا"، التي تم تقديمها بعدد من الفضاءات ببروكسيل باللغات الفرنسية والهولندية والأمازيغية، "عن جزء" من تاريخ الهجرة المغربية. وقد ألفت هذه المسرحية، التي شخصها مراد الزكندي وهو بلجيكي من أصل مغربي، كاتبة بلجيكية شابة من أصل مغربي هي الأخرى، تدعى رشيدة لمرابط، حصلت على عدة جوائز عن كتبها المنشورة بالفلامانية.
وترفع هذه المسرحية، التي أخرجها البلجيكي ميكاييل دو كوك، القناع عن المعيش اليومي لمهاجري الجيل الأول الذين كانوا يشتغلون عمالا بالأحياء "الساخنة" لبروكسيل، خاصة منها حي "ميدي".
ويجد المتفرج نفسه وجها لوجه أمام تأويل ما تمثله صورة عامل مغربي في ربيع عمره قادم للعمل في بلجيكا.
وتعكس الشخصية صورة العامل الأجنبي على أرض أجنبية، حيث ينطلق في حوار شبه ميتافيزيقي مع نفسه، ثم في حوار "محسوس " مع ابنه ومع تلك الشخصيات التي لا تملك نفس هويته.
ثلاث شخصيات تخلق فضاء خاص جدا، إلى درجة أن فئة من الساكنة البلجيكية الحاضرة أمكنها التعرف على نفسها في المسرحية.
وأوضحت كاتبة النص (39 سنة)، ذات التكوين الحقوقي، أنها كانت تود في عملها الأول هذا "أن تلامس ملامح الجيل الأول للهجرة الذي نراه في 2009 يتحرك في الشارع وهو يجر قدميه".
وكانت رشيدة المرابط، الكاتبة الفلامانية بالغة الحساسية إزاء قضايا الجذور والهجرة والازدواجية الثقافية ببلجيكا، قد حلت ببلجيكا في سن مبكرة رفقة والديها.
وأحرزت الكاتبة، التي اشتهرت في كل من بلجيكا وهولندا، على عدة جوائز منها الجائزة الفلامانية لأحسن بداية أدبية التي حصلت عليها سنة 2008 على روايتها "فروولاند" حيث تحكي قصة مجموعة من الشباب المغاربة.
وحاولت رشيدة المرابط، من خلال مسرحيتها "بيلغا"، أن تخلق شخصية مألوفة جدا وأن تقدم تصورا للهوة بين أجيال الهجرة والقضايا الأخرى التي تتفرع عنها.