يختزل طواف المغرب للدراجات، الذي يشكل كل سنة طبقا رياضيا غنيا لهواة الأميرة الصغيرة ، في دورته أل 23 المقررة من 26 مارس الجاري إلى 4 أبريل المقبل ، سفرا عبر التاريخ عنما تحط القافلة الرحال بأربع مدن تضم مواقع صنفتها منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) ضمن الثراث الإنساني . وسيساهم طواف المغرب، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمروره من مدن تطوان ومكناس وفاس ومراكش، في تكريس دوره الرياضي في التعريف بالموروث الثقافي والتاريخي والغنى الطبيعي الذي يميز المغرب والمساهمة في مزيد إشعاع المملكة. وتقطع قافلة الطواف مسافة 1473 كلم انطلاقا من مدينة سطات في اتجاه الجنوب قبل التوجه إلى الشمال عبر جبال الأطلس للوصول إلى المدينتين العتيقتين الجارتين فاس ومكناس. وسيحط المشاركون في الدورة الرحال بالريف انطلاقا من مدينة وزان ومنها إلى مدينة تطوان ، حيث ستشكل جوهرة الشمال آخر محطة في هذا السفر عبر الزمن . ويأتي تنظيم الدورة أل23 من طواف المغرب ، الذي بات محطة أساسية في الدوري الإفريقي المعتمد من طرف الاتحاد الدولي للدراجات ، هذه السنة ورياضة سباق الدراجات تعرف طفرة نوعية ودينامية تمليها إرادة قوية في النهوض بالرياضة الوطنية، والتي من أهدافها المشاركة المشرفة في دورة الألعاب الأولمبية المقررة سنة 2012 بلندن. فالدراجة الوطنية باتت تسير وفق استراتيجية محددة الأهداف وبالأرقام بعد التوقيع مؤخرا على عقد أهداف بين وزارة الشباب والرياضة والجامعة الملكية المغربية لسباق الدراجات. ويروم هذا الإطار التعاقدي الرقي برياضة ما فتئت تشد إليها الأنظار في الآونة الأخيرة بفضل النتائج المتميزة التي يحققها الدراجون المغاربة الشباب ، الذين تمكنوا من فرض ذاتهم على صعيد القارة السمراء وخارجها. وستقام هذه التظاهرة الدولية ، من جهة أخرى، تحت شعار "احترام البيئة" حيث سيتم اتخاذ كافة التدابير الوقائية بهدف المساهمة في الجهود المبدولة لحماية البيئة والالتزام بقيم التنمية المستدامة، بحيث تلتزم الجامعة في هذا الصدد باعتماد سلوك مسؤول تجاه الطبيعة خلال المنافسات الرياضية.