تم اليوم الأربعاء بالمركز الثقافي البرتغالي بالدار البيضاء تقديم كتاب "قصص مختارة" للأديب البرتغالي فيرناندو بيسوا، قام بإعداده وترجمته إلى العربية السيد سعيد بنعبد الله. ويضم هذا الكتاب، الذي يقع في 93 صفحة من الحجم الصغير، والذي أنجز في إطار "مختبر الدراسات حول القصة والترجمة" بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالدار البيضاء، مجموعة قصصية للأديب البرتغالي بيسوا (1888- 1935). وقد تم خلال هذا اللقاء الأدبي، الذي قام بتنشيطه المترجم البرتغالي ريشارد زينيث الذي ينتمي إلى جامعة "نوفا" بلشبونة بحضور المترجم المغربي، استعراض جوانب من حياة بيسوا وخصائصه في الكتابة الإبداعية كما تعكسها بعض النصوص التي ترجمت له في هذا الكتاب الصادر عن منشورات "مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب". وإلى جانب تقديم الكتاب، يشتمل هذا الأخير بين دفتيه على ثلاث قصص لبيسوا تعتبر من أشهر ما كتبه في هذا الجنس الأدبي، وتتمثل هذه الأعمال القصصية الثلاثة في كل من "عشاء جد متميز" (1907)، و"البحار" (1913)، و"البنكي الفوضوي" (1922). وحسب المترجم، فإن هذه الأعمال تم اختيارها لأنها تمثل أشكالا قصصية مختلفة ونصوصا متكاملة اتفق معظم دارسي أعمال بيسوا على صيغتها النهائية وقيمتها الأدبية والفنية. أما ما يميز الأديب البرتغالي فيرناندو بيسوا فهو، حسب النقاد الذين تناولوا سيرته وأعماله، كونه كاتبا متعدد الأوجه، كتب الشعر بأكثر من قناع وشخصية أدبية صنعها لنفسه، وتناول في كتابته النثرية مختلف القضايا التي عاصرها في السياسة والمجتمع والفن وغيرها من المواضيع. كما جاء في تقديم هذا كتاب أن آراء بيسوا في كتاباته كانت تتأرجح بين الحس الوطني والبعد الفردي الخاص، وربما كان هذا التنوع في الكتابة والتمرد على أخلاقياتها العليا هو ما جعله يعتبر أحد أكبر ممثلي الحداثة الأروبية في القرن العشرين.