استعرض الكاتب العام للوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، السيد محمد البرنوصي، اليوم الثلاثاء بتونس، تجربة المغرب في مجال الربط الهجرة والتنمية المستدامة. وأبرز السيد البرنوصي، في عرض ألقاه خلال ندوة دولية خصصت لتقييم برنامج الهجرة والتنمية الذي نفذ في تونس خلال 2009، والذي ساهمت في تمويله المنظمة الدولية للهجرة بتعاون مع بعض الدول الأوروبية، العناصر التي ترتكز عليها التجربة المغربية، والتي تتمثل في توجيه التحويلات للاستثمار وتعبئة الكفاءات من أجل تحقيق التنمية المستدامة في المغرب. وقال إن التجربة المغربية في هذا المجال حققت نتائج ايجابية وأصبحت بذلك تجربة رائدة، بالنظر إلى تضافر عدة عوامل، أهمها الثقافة التضامنية التي يتميز بها مغاربة المهجر، والتي تجعلهم يوجهون مدخراتهم لاستثمارها في المناطق التي ينحدرون منها. وأوضح أن الدولة قامت، بعد الأزمة المالية الدولية الأخيرة، باتخاذ جملة من التدابير والإجراءات الرامية إلى تشجيع أفراد الجالية المغربية بالخارج، والتي يصل عددها إلى 3ر4 مليون نسمة (12 في المائة من العدد الاجمالي للسكان)، على تحويل أموالهم واستثماراتهم في شكل مشاريع تنموية منتجة والمساهمة في خلق العديد من مناصب الشغل الجديدة. وأضاف أن "هذه التحويلات التي عرفت تراجعا حادا بسبب الأزمة، عادت مع نهاية السنة الماضية إلى الارتفاع لتصل إلى المستوى الذي كانت عليه من قبل". وأبرز الكاتب العام أن سياسة المغرب في هذه المجال ترتكز على عدة محاور من بينها إعادة هيكلة الأدوات المالية القائمة والخاصة بتعبئة الادخار بالنسبة للمغاربة المقيمين بالخارج لفائدة الاقتصاد الوطني، وجعل هذا الأخير يستفيد من خلال الاستعمال الفعال لهذه التحويلات، بالإضافة إلى العمل على تعبئة الكفاءات الموجودة ضمن الجالية المغربية لفائدة الاقتصاد الوطني وخلق ميكانيزمات مناسبة لمساعدتهم في انجاز المشاريع التي يريدون تحقيقها. من جهة أخرى، أبرز السيد البرنوصي أن توجه الوزارة في هذا الشأن يقوم على عدد من الاعتبارات من أهمها أن أفراد هذه الجالية يشكلون ثروة بشرية هائلة وأنهم أصبحوا تدريجيا أكثر اندماجا في بلد الاستقبال، حيث يشاركون بصورة فعالة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية لهذه البلدان، مشيرا في هذا السياق الى أن رهانات المغرب في هذا المجال تتمثل في الاستفادة من هذه الخبرات والتجارب من أجل المساهمة في تنمية المغرب. وحول التوزيع المهني للكفاءات المغربية بالخارج، أوضح المسؤول المغربي أن 17 منهم يمثلون مستوى عال في مجال المهن العلمية والفكرية وفي مجال التدبير والتسيير، و54 في المائة منهم ينشطون في مجال التعليم والصحة والاتصال والإدارة والتجارة، مشيرا إلى أن الكفاءات المغربية بالخارج أصبحت تساهم بصورة أكثر فعالية خلال السنوات الأخيرة في نقل المعرفة في اتجاه المغرب خاصة في مجالات التكوين والبحث. وخلص الكاتب العام الى أن استراتيجية الوزارة المكلفة بالجالية المغربية بالخارج تقوم على مواكبة الكفاءات المغربية في بلاد الاستقبال، ليظلوا مرتبطين ببلدهم الأصلي. كما تقوم هذه الإستراتيجية على الدفاع عن حقوقهم ومصالحهم سواء في المغرب أو في بلاد الاستقبال ودعم المجموعات التي توجد في وضعية صعبة وجعل الكفاءات تساهم في تنمية المغرب، وأخيرا العمل على تشجيع مغاربة العالم على الاستثمار المنتج في بلدهم الأصلي.