أكد سفير المغرب بنيودلهي السيد العربي موخاريق أن المملكة توفر فرصا هائلة للاستثمار والتجارة، داعيا رجال الأعمال الهنود إلى استثمار المناخ الجيد للاعمال في المغرب والانخراط في الدينامية التنموية التي تشهدها البلاد. وأوضح السيد الموخارق في عرض ألقاه اليوم الثلاثاء أمام "المؤتمر السادس للشراكة الاقتصادية بين الهند وإفريقيا" التي تحتضن أشغاله نيودلهي، أن المغرب يشكل أرضية خصبة للاستثمار للشركات الهندية والاجنبية لأسباب عديدة من ضمنها موقعه الإستراتيجي وتوفره على سوق استهلاكية واسعة وإمكانات نمو بمؤشرات تصاعدية إضافة إلى نجاحه في تنفيذ برامج إعادة الهيكلة المالية التي تدعمها مؤسسات مالية دولية. وأضاف أن المغرب، الذي يعتبر الاستثمار رافعة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، عمل على تحسين جاذبية البلاد من خلال اتخاذ إجراءات اقتصادية ومؤسساتية وقانونية همت على الخصوص، اعتماد نظام جبائي تحفيزي ومراجعة الاطار المؤسساتي للاستثمار إلى جانب إدخال مجموعة من الاصلاحات الهادفة إلى تعزيز الاستقرار الماكرو اقتصادي وتقوية انفتاح الاقتصاد المغربي. وأشار إلى مختلف المبادرات التنموية التي أطلقها المغرب ك"المبادرة الوطنية للتنمية البشرية"، وإصلاح مدونة الاسرة ، وتعزيز الحكامة ، مما أهل المغرب ليحظى ب"مكانة متميزة" داخل الفضاء الاوروبي، مؤكدا في هذا الصدد أن الوضع المتقدم الذي منحه الاتحاد الاوربي للمغرب "يشهد على مصداقية الاصلاحات التي باشرتها المملكة". وإجمالا، يؤكد السيد الموخارق أن عدة عوامل تشجع على الاستثمار في المغرب من ضمنها استقرار اقتصادي وسياسي كبير يعززه مسلسل ديمقراطي مستقر، ودعم مؤسساتي قوي للاستثمار وإطار قانوني محفز، وكذا سياسة متواصلة للاصلاح وتحرير الاقتصاد المغربي، إلى جانب قوة عاملة ذات تكوين تقني مناسب. يذكر أن المغرب استقطب استثمارات أجنبية مباشرة بمعدل ملياري دولار سنويا خلال السنوات الخمس الماضية، من ضمنها استثمارات بقيمة أربعة ملايير دولار عام 2007 وحدها. وأشار إلى أن ما يميز المغرب كذلك موقعه الاستراتيجي كملتقى بين القارتين وبوابة للتجارة مع أوربا وإفريقيا والشرق الاوسط ، فضلا عن تواجده على واجهتين بحريتين، مما يؤهله ليصبح قطبا مركزيا لتدفق الاستثمارات ومختلف الأنشطة التجارية والاقتصادية. واستعرض الدبلوماسي المغربي بعض البيانات الاقتصادية التي تؤشر على الحركية التي يشهدها المغرب، ومنها تحقيقه لمعدل نمو بلغ في المتوسط 5ر6 في المائة في السنوات الثلاث الأخيرة، وهو معدل يتوافق تقريبا مع ذلك الذي حققته الهند العام الماضي، مما يؤهل المملكة لإرساء تعاون مثمر مع الهند في شتى المجالات. وتحدث من جهة أخرى عن القطاعات الواعدة التي يمكن للمغرب والهند استغلالها كالخدمات عن بعد (الاوفشورينغ) والتجهيز والصيد البحري والصناعة الصيدلية والغذائية وتكنولوجيا المعلوميات والإتصالات، داعيا إلى تكثيف المبادلات التجارية الثنائية لتتجاوز حجمها الحالي الذي يصل إلى 2ر1 مليار دولار. من جهة أخرى، أكد السفير المغربي أن الهند حاضرة في هذا المجهود التنموي الذي يبذله المغرب عبر المشاريع المتصلة بقطاعي المعادن والسيارات، وكذا من خلال أقطاب سياحية عالمية كمجموعتي "أوبروي" و"بيرغروين"، مذكرا بإعلان العديد من المجموعات الهندية الرائدة ك"طاطا" و"أي تي سي موريا" و"بيرلا" اهتمامها بالسوق المغربية. ودعا رجال الأعمال الهنود إلى استثمار المناخ الاقتصادي الجيد للمملكة الذي تحقق بفضل الاصلاحات السالفة الذكر، مشيرا في هذا السياق إلى اتفاقيات التجارة الحرة التي أبرمها المغرب مع الولاياتالمتحدة وتركيا، وكذا إعلان أكادير إلى جانب الاتفاقيات الثنائية مع الاتحاد الاوربي. وكانت أشغال المؤتمر السادس للشراكة الاقتصادية بين الهند وإفريقيا قد انطلقت أمس الإثنين بمشاركة وفود رفيعة المستوى تمثل 34 بلدا من بينها المغرب. وناقش المؤتمر، الذي سيختتم أشغاله اليوم، مشاريع تجارية مشتركة بقيمة تسعة ملايير دولار. وقال اتحاد أرباب الصناعة الهندية إن المؤتمر يسعى إلى إعطاء زخم جديد لالتزامات الهند المتعددة مع القارة الافريقية، وكذا الرفع من قيمة المبادلات التجارية بين الهند وبلدان القارة إلى 70 مليار دولار في السنوات الخمس المقبلة.