صدر للشاعر عبد القادر برطويس، في مستهل السنة الجارية عن دار النشر "تافيلالت"، ديوان شعري بعنوان "عزف على قيثارة الزمن". ويتضمن الديوان، الذي صدر بفضل مبادرة من كتاب المنطقة، 53 قصيدة باللغة العربية الفصحى وأربع قصائد زجلية أدرجها الشاعر ضمن الديوان لأسباب موضوعاتية. ويتعلق الأمر في هذا الإبداع الشعري بسباق حقيقي ضد الساعة لا يبرز فقط في أسلوب استعمال الفعل، ولكن أيضا في اللوحة التشكيلية المعتمدة لغلاف الديوان، حيث تأخذ القيثارة شكل الساعة مرفقة بنوتات موسيقية متناثر في الهواء إلى جانب حروف عربية مكتوبة بخط جميل بخلفية يغزوها الأصفر الزاهي والأبيض تعبيرا عن الأمل. وتحضر مواضيع الموت والسفر والأمل والوحدة والوطن كثيرا في أشعار عبد القادر برطويس ناقلة المتلقي من الأنا الداخلية إلى الأنا الجماعية، ومن سفر الإنسان إلى سفر داخل الوطن عبر "البلاد" أو مرزوكة" ومن المعاناة إلى أمل متوهج بأفق واعد. وأبرز الشاعر لحسن عيي عضو لجنة الدعم في هذا الصدد أنه "ليس مستغربا أن يجمع هذا الديوان الشعري بين الحس الإبداعي من جهة، والمعاناة من جهة أخرى، حيث يرسم الشاعر خطى آثاره بإرادة قوية، معلنا بصوت عالي ارتباطه بالحياة وأمله غير المكتمل". وسواء عبر كتابته باللغة العربية الفصحى أو باللهجة المغربية يعطي برطويس الدليل في هذا الإصدار الشعري على شغفه بالفعل المنتقى بعناية، وبتحكم شعري وبقوة تعبيرية بحسن استعماله للجناس والسجع على نحو متناغم. ويتعلق الأمر بحالة إبداع شعري تغرف أحيانا من الفرح دون حدود، وأحيانا أخرى من القلق والخوف، مجسدا على هذا النحو وضعا قلقا تتجاذبه أسئلة تعبره أحيانا وتمزقه تارة أخرى، فيما يظل هو الشاعر هادئا بفضل شعلة الأمل المتوهج بداخله، باثا من خلال هذه الشعلة قصائده.