أكد النائب البرلماني الأوروبي، السيد سعيد الخدراوي، أن القمة المرتقبة بين المغرب والاتحاد الأوروبي مناسبة لتجسيد الشراكة المتميزة والوضع المتقدم الذي حظيت به المملكة في علاقاتها مع الاتحاد. وأكد السيد سعيد الخدراوي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي "ممتازة "، وهذه القمة تعتبر "إشارة قوية" تترجم إرادة الطرفين لإعادة التأكيد على تعاونهما. وأوضح أن قمة المغرب - الاتحاد الأوروبي، التي تعد الأولى من نوعها، تشكل مرحلة جديدة نحو بناء علاقات أكثر عمقا، مسلطا الضوء على الروابط " الجد قوية " التي تجمع الشريكين، وكذا المساعدة المقدمة من قبل الاتحاد الأوروبي للمملكة والتي "تتزايد سنة بعد سنة". وقال البرلماني الأوروبي إن هذا اللقاء الرفيع المستوى سيتيح فرصة للطرفين لوضع حصيلة حول ما تم تحقيقه ومناقشة الأوراش المرتقب تطويرها في المستقبل، مشيرا في هذا السياق، إلى اتفاقية تحرير المنتوجات الفلاحية، التي سيتم توقيعها قريبا، وكذا المفاوضات حول اتفاقية التبادل الحر التي يمكن أن يتم إطلاقها خلال السنة الحالية. وأضاف أن التعاون في المجال الطاقي يعود بالنفع على الطرفين، موضحا أن "المغرب الذي وضع مخططا للطاقة الشمسية، يتوفر على مؤهلات جمة من شأنها مساعدة الاتحاد الأوروبي في الحصول على طاقة مستديمة". وأشار البرلماني الأوروبي إلى أن المغرب يرغب في منح الفاعلين الأوروبيين إطارا قانونيا وتقنينا واضحا وشفافا. وقال إن "الاتحاد الأوروبي سيربح الكثير مع جار متقدم. المغرب يتغير ويتحرك، وقام بإصلاحات اقتصادية"، مشيرا في هذا السياق إلى تطوير البنيات التحتية الطرقية ومشاريع القطار فائق السرعة وتطوير ميناء طنجة المتوسط والنهوض بقطاع السياحة. وأضاف السيد الخدراوي أن هناك جالية مغربية قوية بأوروبا، وهو ما يشهد على العلاقات "الوثيقة والجد قوية" بين الطرفين، مضيفا أن الشريكين لهما اهتمامات أخرى مشتركة، من قبيل محاربة الهجرة السرية والإرهاب. وأكد أن التعاون بين المغرب والاتحاد الأوروبي دخل مراحل مهمة، مذكرا في هذا السياق باتفاقية "الأجواء المفتوحة" التي دخلت حيز التنفيد سنة 2006، والتي تتيح لشركات النقل الجوي المغربي الولوج الحر للفضاء الأوروبي، والعكس كذلك، كما تمنح العديد من الامتيازات. وبخصوص التعاون البرلماني، أشاد السيد الخدراوي بفكرة خلق لجنة مختلطة بين البرلمان الأوروبي ونظيره المغربي، والتي ستمكن من تعزيز الحوار والتشاور بين المؤسستين، خصوصا في إطار الوضع المتقدم. وأكد على ضرورة مضاعفة المبادلات والاتصالات وفتح قنوات جديدة للحوار بين المنتخبين المغاربة ونظرائهم الأوروبيين، بغية مناقشة كل القضايا ذات الاهتمام المشترك وتعزيز التواصل والتعارف بين الطرفين. وذكر بأنه توجد داخل البرلمان الأوروبي بعثة للعلاقات مع بلدان المغرب العربي، مشيرا إلى ضرورة استغلال الفرص التي يمنحها المغرب، البلد الذي يزخر بمؤهلات عدة. وأضاف السيد سعيد الخدراوي أن سلطات البرلمان الأوروبي اتسعت بعد دخول معاهدة لشبونة حيز التنفيذ، وهو ما يمنحه دورا أكثر أهمية، خصوصا على مستوى بلورة مشاريع التعاون بين المغرب والاتحاد الأوروبي.