أكد المشاركون في ندوة حول "أخلاقيات مهنة الصحافة"، اليوم الجمعة بالرباط، أن التنظيم المساعد قد يشكل بديلا ملائما في مواجهة قصور التنظيم الذاتي المعياري، شرط أن يتحقق في محيط ديمقراطي لحرية الصحافة. وأوضح المشاركون في هذا الملتقى، المنظم على هامش انعقاد الجمع العام لشبكة "تيوفراست" للمراكز الفرنكفونية للتكوين في مجال الصحافة، أن التنظيم المساعد وسيلة تخول "التفاعل مع التحديات التي تواجه القوانين الكلاسيكية"، ويمكن تعريفه ب`"مهمة تحقيق نوع من التوازن ما بين حقوق وواجبات كل واحد، وهو ما يرمي إليه القانون". وأضافوا أن قابلية تطبيق هذا التعريف في المشهد السمعي البصري تستدعي "تفعيل القوانين والتنظيمات والتزامات وواجبات الفاعلين والمهنيين في قطاع الاتصال، أي كل ما يشكل التأطير القانوني لحرية الاتصال". كما تطرق المشاركون للأركان المعيارية لمهنة الصحافة المتمثلة في خدمة الصالح العام واحترام الحياة الشخصية والبحث عن الحقيقة ونشرها والدقة والحياد والإنصاف والنزاهة. وأكدوا أن الصحفيين يسعون، عبر تبنيهم لقواعد سلوكية، لاحتواء الانحرافات والتجاوزات التي قد تنتج عن عدة عوامل، خاصة المتطلبات الاقتصادية للمقاولات الصحفية والإكراهات الزمنية التي يتزايد ثقلها مع البث التلفزي المباشر للأحداث الكبرى وتحيين مواقع ألأنترنت. كما تطرق المشاركون في هذه الندوة لمسألة إصلاح المشهد الإعلامي في المغرب، خاصة مشروع قانون الصحافة. وتتناول أشغال هذه الندوة، التي تمتد لخمسة أيام، عدة محاور تهم، على الخصوص، "أسطورة التنظيم الذاتي وفرضية التنظيم المساعد الديمقراطي" و"حرية الصحافة في المغرب". وتقوم شبكة تيوفراست، التي أحدثت سنة 1994، بتطوير أنشطة التعاون والتبادل بين أعضائها. وتتوخى هذه الجمعية المساهمة في تعريف الطابع الخاص لمهن الصحافة وتطوير بيداغوجية تدريس الصحافة في مواجهة التحديات التكنولوجيا والاقتصادية المعاصرة، في إطار احترام التعددية الثقافية والتفكير في ممارسات المهنة وبعدها الأخلاقي.