شكل موضوع "زاوية آسا..الأبعاد الروحية والاجتماعية والاقتصادية"،محور ندوة نظمتها،مساء أمس الأربعاء،جمعية الباحثين الشباب للدراسات والأبحاث الصحراوية في إطار فعاليات الموسم السنوي للزاوية المنظم إلى غاية 27 من فبراير الجاري. وأبرز المشاركون في هذه الندوة،التي حضرها على الخصوص عامل إقليم آسا- الزاك السيد إبراهيم أبو زيد،الدور الروحي الذي تضطلع به الزاوية كمركز ثقافي وحضاري إسلامي مهم في حفظ القرآن الكريم وتلقين المبادئ الإسلامية والدينية لروادها من الطلبة. وفي هذا السياق،أشار المندوب الجهوي للشؤون الإسلامية لجهة كلميم-السمارة السيد محمد سعيد الحراق إلى أن الزوايا ومنها زاوية آسا كانت في المغرب بمثابة مؤسسات دينية واقتصادية وسياسية كان لها دور كبير في حراسة القيم وحماية الوطن ودفع العدو وإصلاح ذات البين وتوحيد البلاد. وتطرق السيد الحراق لموضوع التصوف المغربي الذي تعتبر زاوية آسا نموذجا له من خلال إبرازه لمجموعة من الخصائص التي تميز التصوف المغربي على غيره كمكون من مكونات الهوية المغربية. وأوضح أن هذه الخصائص تتمثل في كون التصوف سنيا وعمليا بعيدا عن المؤثرات الفلسفية،بحيث لا يهتم أصحابه كثيرا بالقضايا النظرية بل ينشغلون أساسا بأنواع المجاهدات وآداب السلوك. واعتبر أن التصوف يتميز بكونه شموليا لم ينقطع دعاته في العبادة فقط بل ارتبط أيضا بالعلم لكون أغلب الأولياء والصلحاء الذين أنشأوا الزوايا هم علماء،مشيرا إلى أن التصوف قام على الدعوة إلى الله وأوصل الدين إلى مناطق نائية وارتبط بالجماعة والمجتمع كما أن شيوخه تميزوا بالزهد والتجرد عن الدنيا. من جهته،أكد الأستاذ الجامعي بوزيد لغلى الدور العلمي والتعليمي لزاوية آسا التي تخرج منها أجيال بفضل منهاجها التعليمي المعتمد على حفظ القرآن والتعلم الديني،فضلا عن دورها القضائي في فض النزاعات والذي كان يجسده مجلس آيت أربعين. أما الأستاذ محمد المزوني فقد قدم قراءة حول المشهد التصوفي في آسا تناول فيها فرضية الحضور الحقيقي للتجربة الصوفية في آسا خلال فترات معينة.