ما زالت تطرب بالرغم من مرور 35 سنة على رحيلها إلى دار البقاء،عشقها المشرق والمغرب،إنها كوكب الشرق أم كلثوم التي أحيى المركز الثقافي المصري بالرباط مساء اليوم الثلاثاء أمسية غنائية تخليدا لذكراها . حفل أعاد إلى الأذهان تلك الأمسيات التي كانت فيها "الست" تشنف أسماع العالم العربي من أدناه إلى أقصاه،وهي التي كانت حفلاتها لحظة تسمو فيها النفوس مع كل كلمة من أغانيها وكل أه من آهاتها الخالدة "أراك عصي الدمع" و "افرح يا قلبي" و"أنا في انتظارك" و"ظلموني الناس" و"رباعيات الخيام" و"لسه فاكر" و"الأطلال" و"فات الميعاد" و"دارت الأيام". يقول أحمد عفيفي مدير المركز الثقافي المصري في كلمة خلال الحفل،الذي نظم بتعاون مع جمعية "إبداع بلادي"،إن صوت أم كلثوم يبقى خالدا خلود الأرض .. فهي نغم ساحر حالم .. وصفاء ونقاء في الأداء جعل الأغنية ترنيما والموسيقى عشقا واللحن ثورة". وأضاف أن أم كلثوم،التي تحل ذكراها ال`35 ،هي صوت القلب العربي.. وقيثارة السماء ..وشعاع الشمس الذي ما زال ينبعث من كل بيت عربي .. هي صوت تخطى القاهرة وروج للغة العربية الفصحى من خلال القصيدة العربية المغناة. أما توفيق عمور رئيس جمعية "إبداع بلادي" فاعتبر،في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء،على هامش الحفل الذي تميز بحضور شخصيات سياسية وفنية وفكرية وأدبية منها على الخصوص السيد عباس الجراري مستشار صاحب الجلالة،أن أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش مدارس وممر يمر عبره كل فنان عربي،مضيفا أن الغناء لهؤلاء العباقرة الذي لن يجود الزمان بمثلهم ،يعني عبور قنطرة إلى مختلف أنواع الطرب . وقال توفيق عمور إن "الأمة العربية لم تتلاحم قط كما تلاحمت على أم كلثوم وعلى غنائها". وتميز الحفل بتقديم كشكول من الريبيرتوار الغني لسيدة الطرب العربي من أداء الفنانات قطر الندى ونور،والفنان محمد العنبري بالإضافة إلى معزوفات على آلة العود للراحل فريد الأطرش من عزف إبراهيم برنو. وشهد الحفل تقديم شريط تسجيلي للرحلة التي قامت بها سيدة الغناء العربي لمدينة فاس سنة 1965،بالإضافة إلى شهادات لرواد الأغنية العربية الذين اشتغلت معهم أم كلثوم. تخلل الحفل الشاعر رشيد الياقوتي قصيدة بعنوان "تكلثم دهرا أريج الشدو" فيما تلا توفيق عمور قصيدة نظمها الشاعر الراحل أحمد رامي في رثاء أم كلثوم.