شكلت الدعوة إلى إيجاد تسوية سلمية وفورية للأزمات والنزاعات في العالم، خاصة بإفريقيا والشرق الأوسط، والتي لا محيد عنها لتسريع التنمية البشرية المستدامة، صلب مداخلات عدة شخصيات سياسية واقتصادية سامية، اليوم الجمعة بطنجة، في إطار "ميدايز 2009". وفي هذا السياق، أعطى الوزير الأول في زيمبابوي مورغان تسفانجيري انطلاقة النقاش بالتأكيد على أنه ليس بوسع إفريقيا أن تستغني عن سلام دائم، معتبرا أن وضع حد للأزمات يشكل شرطا ضروريا من أجل النهوض بالدموقراطية والتنمية السوسيو-اقتصادية التي ما فتئت تطالب بها الشعوب الإفريقية. وأبرز السيد تسفانجيري، الحائز على الجائزة الكبرى ""ميدايز 2008" ضرورة الجمع بين عاملين أساسيين من أجل الدفع بتسوية النزاعات والوقاية من الحروب من خلال حوار داخلي ودعم المجتمع الدولي، ولاسيما الاممالمتحدة. وفي هذا الصدد، ذكر المسؤول الزيمبابوي بتجربة بلده حيث مكنت مفاوضات طويلة وشاقة بين الزيمباويين بدعم من المجتمع الدولي، من تشكيل حكومة وحدة وطنية، تحاول في الوقت الراهن تجاوز تبعات الأزمة السياسية الحادة التي صاحبتها أزمة اقتصادية واجتماعية عميقة. وفي ذات السياق، أكد وزير الشؤون الخارجية بالبينين السيد جون ماري إيهوزو على ضرورة إخراج إفريقيا والشرق الأوسط من الحلقة المفرغة للنزاعات والأزمات لاستثمار كافة الطاقات في الجهود الملحة لمكافحة الفقر والاختلالات الاقتصادية والاجتماعية. وبهذه المناسبة، عبر عن أسفه أن النزاعات والحروب الداخلية تواصل تمزيق القارة الإفريقية وهو ما يعكسه عجز كبير في ما يتعلق بالتنمية البشرية وهجرة الأدمغة والكفاءات البشرية. ومن جهته، عبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الشعبية الصينية السيد لي زاهكسين عن ارتياحه لتقلص عدد مناطق النزاع بإفريقيا، معبرا في ذات الوقت عن أسفه لاستمرار النزاعات في مناطق أخرى من القارة السمراء كالصومال. ولاحظ أن "إفريقيا تبقى القارة الأقل تطورا، حيث تمثل أقل من 4 في المائة من الاقتصاد والتجارة على المستوى العالمي"، مشيرا إلى أن الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية عمقت بشكل أكبر من الصعوبات التي تعاني منها. واعتبر الرئيس السابق للدبلوماسية الصينية، العملاق الاقتصادي الذي يتزايد حضوره بإفريقيا، أن السلام والتنمية وجهان لعملة واحدة. وقد شارك في هذا النقاش الذي انصب على ضرورة حل الأزمات، ثلة من المسؤولين السياسيين والاقتصاديين الآخرين، ولاسيما رفيق الحسيني رئيس ديوان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووزيرة الشؤون الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني. يذكر أن أشغال الدورة الثانية من فعاليات "ميدايز" تتواصل إلى غاية غدا السبت بسلسلة من الندوات واللقاءات حول محور أساسي يتمثل في "التنمية المشتركة وإفريقيا".