قال السيد فاهم المنصوري، مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمنظمة الدولية للشرطة الجنائية (أنتربول)، إن المملكة المغربية تعد من بين الدول المستقرة أمنيا، لاعتمادها سياسات عليا رشيدة، تأخذ في الحسبان إشراك المواطن في عملية الحفاظ على الأمن الوطني. وأوضح السيد المنصوري، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش أشغال الاجتماع الرابع لرؤساء المكاتب المركزية الوطنية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (الدارالبيضاء 26-28 شتنبر 2011)، أن المغرب اعتمد دستورا ديمقراطيا جديدا، من أبرز سماته محاسبة المسؤولين وتمتيع الحكومة بسلطات أكبر. وأكد أن المغرب، الذي يعد بوابة غربية للقارة الأوروبية، يبذل قصارى جهده لمكافحة الجريمة العابرة للقارات، ويتعاون، بشكل فعال، في مجال تبادل المعلومات الشٌّرَطية مع سائر الدول الأعضاء في الأنتربول، مشيدا بالحس الأمني والكفاءة المهنية العالية التي يتمتع بها رجال الأمن المغاربة وبالسرعة التي يتم بها القبض على المجرمين الفارين من السجون الأوروبية. وبعد أن ذكر أن الفقر والحرمان من التغطية الاجتماعية يشكلان أرضية خصبة لانتشار مختلف أشكال الجرائم عبر العالم، أوضح أن المرحلة الدقيقة التي تمر منها المنطقة في الآونة الأخيرة، تحتم على المنظمة تعزيز تبادل المعلومات الشُّرَطية الأمنية بين الدول الأعضاء في الأنتربول، لمواجهة السيل الجارف من النشرات الحمراء الصادرة بأمر رسمي والقاضية بالقبض على بعض رموز الفساد المبحوث عنهم. وأشار إلى أن التعاون الذي تتطلبه المرحلة الراهنة بين دول المنطقة المنضوية تحت لواء الأنتربول، يأخذ في الحسبان خدمة المصالح الشرعية المكتسبة وينصب على مكافحة الجريمة الدولية العابرة للقارات. وأوضح أن الدول العربية تعمل في الوقت الحالي بشكل إيجابي ونوعي يبدو مختلفا عما كان متداولا في السابق، بشكل يستجيب لنوعية الجرائم ومضمون الخطاب الإعلامي الأمني المأمول بثه للمواطن العربي في مثل هذه الظروف. وأبرز أن الاجتماع الرابع لرؤساء المكاتب المركزية الوطنية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يسعى لإتاحة الفرصة للدول العربية قصد الاستغلال الأمثل للمعلومات المطروحة في قواعد البيانات التي تعمل على مكافحة الجريمة الحديثة، وذلك بناء على ما تشهده الساحة الدولية من تطورات قد تعرقل سير العمل الشٌّرَطي الاعتيادي. ومن بين الآليات التي يتم البحث عنها في اجتماع الدارالبيضاء، تحدث السيد فاهم المنصوري عن السعي لإحداث شبكات عنكبوتية مؤمنة عالميا، تعمل على إيجاد مدخل مؤمن تستطيع الدول بواسطته بث المعلومات والخبرات الناجعة في القبض على المجرمين من مختلف الأصناف والقطاعات.