وقع الكاتب والأستاذ الجامعي حسن أوريد، مساء أمس الجمعة، روايته الأخيرة "المورسكي" التي تتطرق إلى فصل مهم من التاريخ المشترك بين المغرب وإسبانيا. واعتبر السيد أوريد، خلال حفل التوقيع على هامش اللقاء الثالث عشر حول "التربية على السلم بالأندلس" الذين نظمه معهد السلم وتدبير النزاعات بجامعة غرناطة، أن تأليف هذا الكتاب ينبع من إرادة مقاربة هذا الفصل الأليم من التاريخ بشكل موضوعي، ويتعلق الأمر بمصير المورسكيين، هؤلاء المسلمين الذين طردوا واضطهدوا من الأندلس قبل وبعد سقوط غرناطة سنة 1492. ولاحظ أن هذه الرواية تتحدث عن قضايا مرتبطة بالتاريخ، كما تلامس موضوعات راهنة كالعلاقة بالآخر والتسامح والتعصب والعنف، مشيرا إلى أنه بعيدا عن الانتماءات الدينية والعرقية والثقافية، تبقى القيم الكونية للسلام والتعايش وحدها القادرة على جمع الإنسانية. واعتبر أن هذه القيم قد تكون شهدت لحظات عصيبة في التاريخ، كما هو شأن معاناة المورسكيين، لكن ينتهي المطاف بأن تأخذ حقها في خدمة الإنسانية. وأبرز أن البحث عن المثالية الكونية هي التي تحرك "أفوكاي" الشخصية الأساسية في الرواية، معتبرا أنه يتماهى في العديد من المرات مع هذه الشخصية، التي تعتبر رمزا لتلاقح الثقافات، كما أن نهاية القصة تفتح نافذة على الأمل الذي يبشر به الربيع العربي. وأشاد المشاركون في هذا اللقاء، من بينهم خبراء من المغرب وإسبانيا وأمريكا اللاتينية في مجال السلم والوساطة في النزاعات، بالمقاربة الموضوعية المتبعة من طرف الكاتب في هذا العمل الذي تطرق لفترة من تاريخ المنطقة. واعتبروا أن الرواية هي بمثابة إحياء لتاريخ المورسكيين ليس بهدف إذكاء التوترات أو فتح الباب أمام نقاشات فارغة، لكن من أجل استخلاص العبر الكفيلة لشعوب المنطقة بالحصول على نقطة ارتكاز في عالم يشهد تحولات كبرى.