شهد رقم المعاملات في قطاع الصناعة التقليدية تطورا ملحوظا خلال الثلاث السنوات الأخيرة، حيث انتقل من 4ر12 مليار درهم سنة 2008 إلى ما يناهز 16 مليار درهم سنة 2010. وأوضح التقرير السنوي لكتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية برسم سنة 2010 أن هذا الارتفاع الذي يعادل معدل نمو سنوي متوسط يفوق 14 بالمائة يقترب بوتيرة متزايدة من الهدف المسطر في إطار استراتيجية القطاع والمتمثل في مضاعفة رقم معاملات قطاع الصناعة التقليدية ذات الحمولة الثقافية. وأبرز التقرير أن ثلاث حرف تشارك ب 50 في المائة من رقم معاملات القطاع، ويتعلق الأمر بالخشب (21 بالمائة) والملابس التقليدية (18 بالمائة) والمجوهرات والحلي (11 بالمائة). وفيما يخص التشغيل، أوضح التقرير أن قطاع الصناعة التقليدية ذات الحمولة الثقافية شغل أزيد من 371 ألف شخص سنة 2010، أي بزيادة بنسبة 6ر4 بالمائة في المجال الحضري، وحوالي 4 بالمائة في المجال القروي وذلك مقارنة بسنة 2009. ويمثل المجال الحضري ما يقارب 70 بالمائة من التشغيل في القطاع، وتشكل الأقطاب الرئيسية (الدارالبيضاء، فاس ، مراكش، طنجة، تطوان، الرباط، سلا) 60 بالمائة من مناصب الشغل في المجال الحضري، بينما 32 بالمائة من التشغيل في القطاع تتواجد في المجال القروي، أي حوالي 11 ألف و850 صانعا تقليديا. وأشار التقرير الى أن هذا التطور عرفته كل مكونات القطاع، حيث يساهم الصناع التقليديون الفرادى في المجال الحضري ب77 بالمائة من رقم معاملات القطاع، تليهم المقاولات الصغرى والمتوسطة (12 بالمائة ) والصناع التقليديون الفرادى في المجال القروي ب11 في المائة. وفيما يتعلق بالبنيات التحتية لإنتاج وتسويق منتجات الصناعة التقليدية التي تعد نقطة محورية في تفعيل رؤية 2015، أبرز التقرير أن سنة 2010 عرفت الانتهاء من أشغال التهيئة أو البناء الخاصة بقرية الصناع التقليديين بجرادة التي يستفيد من فضاءاتها 27 صانعا فرديا و7 تعاونيات وجمعيات حرفية تضم 219 منخرطا، وقرية الصناعة التقليدية بالرواضي بإقليمالحسيمة التي بلغت تكلفة إنجازها 5ر5 مليون درهم، والتي يستفيد منها 47 صانعا تقليديا، ومركب الصناعة التقليدية بالزاك بمبلغ 12ر1 مليون درهم الذي تم انجازه في إطار تشاركي مع وكالة تنمية الاقاليم الجنوبية بالمملكة وعمالة إقليم آسا الزاك ومجلس جهة كلميمالسمارة. كما تميزت سنة 2010 بمواكبة أشغال البناء والاصلاح الخاصة بمجمعات وقرى الصناعة التقليدية بمدن عدة كشيشاوة وأزرو وسلا وورززات وطنجة وتازة والداخلة والناظور ، حيث بلغت على سبيل نسبة إنجاز قرية الصناع التقليديين بالداخلة 60 بالمائة بينما بلغت نسبة أشغال إنجاز مركب الصناعة التقليدية بالناظور 70 بالمائة بالنسبة ، فضلا عن مواصلة إنجاز الدراسات الخاصة بأنشطة الصناعة التقليدية. وعلى مستوى مواكبة المقاولات الصغرى والمتوسطة، أبرز التقرير أن الوزارة وفي إطار تنفيذ برنامج عملها على مستوى دعم الانتاج، واصلت برنامج تنمية وتأهيل المقاولات بتعاون مع الوكالة الوطنية للنهوض بالمقاولات الصغرى والمتوسطة، حيث أحدثت هذه الأخيرة برسم سنة 2010 برنامجين جديدين . ويتعلق الأمر ببرنامج "امتياز" الذي يهدف الى تشجيع المشاريع الاستثمارية للمقاولات من خلال مساهمة الدولة بدعم نسبة 20 بالمائة من تكلفة الاستثمار في حدود 5 مليون درهم، وبرنامج "مساندة" الذي يهدف الى عصرنة المقاولات ودعم تنافسيتها من خلال مساهمة الدولة بدعم نسبة 40 بالمائة من تكلفة الخبرات الضرورية لتطوير المقاولة وذلك في حدود مليون درهم. كما أشار إلى إعداد مشروع برنامج دعم خاص بالتأهيل التقني والتنظيمي لمقاولة الصناعة التقليدية يأخذ بعين الاعتبار خصوصيات الفئة المستهدفة. وفي الشق المتعلق بإنعاش وترويج منتوج الصناعة التقليدية، أشار التقرير الى أن الوزارة أطلقت خلال سنة 2010 الموجة الثانية لعملية انتقاء فاعلين مرجعيين جدد بجميع فروع الصناعة التقليدية، سيتم على أساسها إبرام عقود نمو بين المقاولات المنتقاة والدولة، تستفيد بموجبها هذه المقاولات من برنامج خاص للمواكبة يهدف الى تطوير هذه المقاولات ودعم تواجد منتجاتها بشبكات الترويج المستهدفة بالمغرب والخارج، وكذا وضع برنامج مناسب للتكوين. كما ارتكزت أنشطة دعم التسويق حول دعم مقاولات الصناعة التقليدية والصناع الفرادى ومساندتهم للمشاركة في المعارض التجارية والمهنية بالمغرب والخارج، إذ شاركت دار الصانع خلال سنة 2010 في مجموعة من المعارض المهنية بالخارج على مساحة إجمالية تناهز 1248 متر مربع داعمة بذلك 34 مقاولة قصد مساندتها لانعاش المنتوج التقليدي. وبخصوص المخطط الاستعجالي للتكوين المهني بالتدرج في قطاع الصناعة التقليدية، أبرز التقرير أن عدد الخريجين برسم سنة 2010 بلغ ما مجموعه 2346 أي بنسبة إنجاز 73 في المائة مقارنة مع الهدف المسطر في المخطط. وبلغ عدد المسجلين بالتكوين النظامي منذ انطلاق استراتيجية تنمية الصناعة التقلدية سنة 2007 ما مجموعه 8023 متدربا ومتدربة الى جانب تكوين 2103 خريجا وخريجة خلال نفس الفترة، في حين بلغ عدد الخريجين برسم الموسم الدراسي 2010- 2009 545 خريج منهم 172 خريجة اي بنسبة تعادل 5ر31 في المائة.