يحتفل الشباب عبر العالم، يوم غد الجمعة، باليوم العالمي للشباب تحت شعار "لنغيّر عالمنا"، والذي يعد مناسبة لاستحضار التحديات التي تواجه الشباب وكذا إمكاناتهم لإحداث التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم والعالم أجمع. كما يشكل الاحتفال بهذا اليوم فرصة لتعزيز ثقافة الحوار والتفاهم المشترك بين الشباب أنفسهم والأجيال التي تكبرهم أو تصغرهم بقليل، والتركيز على ما يتوجب عليهم القيام به لبناء الحاضر والمستقبل واستثمار إمكانات النجاح من أجل غد أفضل. ويتزامن الاحتفال باليوم العالمي هذه السنة، باختتام السنة العالمية للشباب، التي كانت قد أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت شعار "الحوار والتفاهم" بهدف نشر المُثُل العليا للسلام، واحترام حقوق الإنسان، وروح التضامن عبر الأجيال والثقافات والأديان والحضارات. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في رسالة بهذه المناسبة، أن موضوع اليوم الدولي للشباب هذه السنة، "لنغير عالمنا" هو أكثر من مجرد شعار، إنه نصيحة ينبغي أن يستلهمها الشباب على الدوام. وأشار إلى أن الغالبية العظمى من أصل بليون شاب في العالم تفتقر إلى ما تستحقه من تعليم وحرية وفرص، مستدركا أنه بالرغم من تلك القيود، بل بفضلها في بعض الحالات، يحشد الشباب طاقاتهم بأعداد متزايدة في سبيل بناء غد أفضل. وذكر بان كي مون بقدرات الشباب على تسخير الطاقة والأفكار لمواجهة أشد التحديات التي تجابه البشرية، مشددا على الدور الذي على هذه الفئة أن تضطلع به لتفهم واستيعاب الاختلافات الدينية والثقافية وبلوغ الأهداف المشتركة دفاعا عن حقوق الشعوب المقهورة، بما في ذلك الفئات التي تعاني التمييز على أساس نوع الجنس والعرق. وحث بان كي مون المجتمع الدولي على ضرورة مواصلة العمل لتوسيع آفاق الفرص المتاحة للشباب إناثاً وذكوراً وتلبية مطالبهم المشروعة في الكرامة والتنمية والعمل الكريم، مؤكدا على أن الاستثمار في الشباب سيمكن من ضمان مستقبل أفضل للجميع. ومن جانبها، سلطت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، الضوء على مساهمة الشباب من جميع أنحاء العالم في النضال من أجل كرامة الإنسان والحريات الأساسية، داعية الحكومات ومنظمات الشباب والمجتمع الدولي إلى التفكير في التغييرات التاريخية الجارية في هذا العام وكذا الخطوات التي ينبغي اتخاذها بصورة مشتركة. وقالت بوكوفا "يبلغ عدد الشباب مليار شخص في العالم، وهم يجسدون مليار أمل في تحقيق مستقبل أفضل، ومليار فكرة لتغيير العالم، كما يمثلون مليار كائن حي يتعين مساندتهم وضمان ازدهارهم"، مضيفة أنه يتعين منح الفرصة لكل الشباب نساء ورجالا للمشاركة في صنع القرارات التي تحدد شكل المجتمعات ومستقبلهم. وأكدت أن التعليم الجيد يعد نقطة الانطلاق لمشاركتهم الكاملة والإيجابية وليصبحوا أطرافا فاعلة في المجتمع العالمي. وأبرزت بوكوفا أن منتدى الشباب السابع التابع لليونسكو، الذي سينعقد في باريس من 17 إلى 20 أكتوبر 2011 تحت شعار "الشباب يقودون التغيير"، سيوفر محفلا للشباب من جميع الدول الأعضاء والمجتمعات عبر العالم لتبادل الخبرات والتعبير عن الآراء وصياغة الأفكار الجديدة.