أجمع عدد من الفاعلين في المجال الثقافي والسياسي والحقوقي على التنويه بالخصال التي كان يتمتع بها المرحوم محمد البردوزي الذي انتقل إلى عفو الله، اليوم الخميس، بأحد مستشفيات الرباط عن سن 63 عاما. وفي هذا الصدد، أشاد عبد الحي المودن، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بكلية الحقوق بالرباط، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش تشييع الراحل، بالمناقب التي كان يتمتع بها الفقيد البردوزي الذي كان يجمع ما بين تكوين نظري متين وتجربة كبيرة في مجال النضال، كما كان يسعى دوما إلى أن تجديد أفكاره ليفهم من خلالها الواقع ويساهم في تغييره، ولا سيما عبر الاستشارات التي كان يقوم بها في مؤسسات متعددة. وبوفاة البردوزي، يضيف المودن، يفقد المغرب رجلا ذا كفاءة نادرة واطلاع معرفي رصين ينضاف إلى المزايا الإنسانية التي كان يتحلى بها الراحل بين رفاقه وذويه. من جهته، ذكر الإعلامي مصطفى اليزناسني، أن الراحل البردوزي كان أستاذا جامعيا فذا ومفكرا متمكنا في العلوم التي خاض فيها، كما ساهم بقدر وافر في إطار المجلس الاستشاري لحقوق الانسان وهيئة الإنصاف والمصالحة. وأضاف أن الفقيد تميز بإسهاماته العلمية ومداخلاته التي كانت تتسم بالدقة والرصانة الفكرية، مشيرا إلى الإسهامات الهامة التي تقدم بها بخصوص إصلاح التعليم والمجالات الاجتماعية والسياسية رغم المرض الذي اشتد به خلال السنتين الأخيرتين، حيث استمر في العطاء وكانت آخر مساهماته في اللجنة الاستشارية لتعديل الدستور. ومن جانبه، قال علي السدجاري، أستاذ بكلية الحقوق بالرباط، إنه بوفاة البردوزي، يكون المغرب قد فقد رجلا فريدا من نوعه، ذا علم ومعرفة ونقاش وحوار، وله دراية وإلمام كبير بالمجال المعرفي والسياسي، وكان هاجسه الأول النضال من أجل تقدم بلاده، لاسيما وأنه شارك في جميع الأوراش الكبرى التي عرفها المغرب انطلاقا من ورش إصلاح التعليم ومرورا بالجهوية المتقدمة إلى مشروع إعداد الدستور. وأشار السدجاري إلى أن الراحل كان رجلا يتصف بالتواضع والأخلاق الحميدة، وكان دائم الإنصات وأثر بشكل إيجابي في الأجيال التي تتلمذت على يديه من ناحية العلم والتثقيف والبحث العلمي، وكان نموذجا وقدوة لطلبته على المستوى العلمي والأخلاقي. ونوه أحمد حرزني، رفيق المرحوم في الحركة اليسارية سابقا، بالمناقب التي كان يتحلى بها الراحل، وذكر بمساره النضالي في الحركة اليسارية والحقوقية، مبرزا أن رحيله يشكل خسارة كبيرة للمجال الحقوقي بالمغرب. وأضاف أن الفقيد البردوزي ساهم بقدر وافر في مختلف المهام التي أنيطت به، خاصة من خلال عضويته في هيئة الإنصاف والمصالحة، واللجنة الاستشارية للجهوية، واللجنة الخاصة للتربية والتكوين، واللجنة الاستشارية المكلفة بمراجعة الدستور.