كان جمهور مهرجان "تورتيت" الدولي بإفران، مساء أمس الخميس، على موعد مع الأمسية الأولى لهذه التظاهرة في دورتها الخامسة المنظمة إلى غاية 24 من الشهر الجاري تحت شعار "الطبيعة في ملتقى الثقافات"، والتي تألقت فيها الأغنية المغربية بلونيها العصري والشعبي. وأحيى هذه الأمسية كل من الفنانة سعيدة شرف التي أتحفت ساكنة جوهرة الأطلس وضيوفها من المغاربة والأجانب بمختارات غنائية زاوجت فيها بين التراث الحساني والكلام الغوياني والطرب الشعبي، والفنان عبد العالي الغاوي الذي يستلهم أغانيه من التراث الغنائي المغربي الأصيل، ثم يعيد توزيعها بقالب شبابي عصري، ومنها رائعة "حضي راسك" للمرحوم الحسين السلاوي، التي أطربت الجمهور الذي حج بكثافة إلى هذا الحفل الافتتاحي. كما تألقت الأغنية الأمازيغية خلال هذه الأمسية مع الشاعر والملحن والمغني الأمازيغي محمد أوسيدي، الذي راكم تجربة غنائية يزيد عمرها عن ثلاثة عقود، جعلته بحق مرجعا مهما للكثير من الباحثين والمهتمين في هذا المجال، حيث تغنى بقصائده العديد من فناني الأطلس المتوسط والتي من أنجحها أغنية "أورا يا نجدي" التي تتغنى بجمال وطبيعة وتاريخ مدينة آزرو. واستمتع جمهورالمهرجان في ختام هذه الأمسية الافتتاحية بمقطوعات من فن العيطة، الذي ارتبط صيته بامتداد السهول الوسطى للساحل الأطلسي خاصة الشاوية وعبدة ودكالة، وقد قدمها أحد نجوم هذا اللون التراثي الغنائي الأصيل الفنان حجيب الرباطي. وسيتميز اليوم الثاني من هذه التظاهرة، التي تنظمها جمعية تورتيت للتنشيط الثقافي والسياحي والرياضي والمحافظة على تراث المدن الجبلية بشراكة مع عمالة إقليمإفران ودعم مجموعة من الفاعلين والمحتضنين العموميين والخواص، بأمسية فنية تقام بالمركب الرياضي لإفارن يشارك فيها كل من نجم الركادة الفنان حسن الحسني، ومصطفى أومكيل، أحد نجوم الأغنية الأمازيغية الأطلسية، والفنانة الشعبية الستاتية. وستتواصل فعاليات المهرجان، أيضا، بتنظيم مجموعة من الأنشطة الفنية تشمل إلى جانب السهرات الغنائية لفنانين وفرق غنائية من ربوع المملكة، معارض فنية لإبراز المنتوج التقليدي المحلي وأخرى تشكيلية، وورشات للتعريف بفنون الرسم والنحث والزخرفة، وعروض مسرحية في الهواء الطلق تركز على أهمية الحفاظ على المنظومة البيئية، فضلا عن مسابقات رياضية متنوعة. ويقترح المهرجان، بالإضافة إلى سلسلة الفقرات المتنوعة ذات الصلة بشعار الدورة "الطبيعة في ملتقى الثقافات" تنظيم ورشات للشعر والابداع الفني للأطفال وموائد مستديرة حول قضايا البيئة، ولوحات فنية في آخر أماسيه تحييها مجموعة عبيدات الرما العزارة وعدد من الفنانين .