أكد المشاركون في لقاء مقاولاتي إسباني-مغربي بمالقة أن المغرب المنخرط في إطار سياسة الانفتاح على السوق الدولية، يعتبر وجهة مفضلة بالنسبة لمقاولات جهة الأندلس (جنوبإسبانيا). وأوضح المشاركون في هذا اللقاء، الذي انعقد يومي خامس وسادس يوليوز الجاري، بمبادرة من الحكومة الجهوية للأندلس، أن الحكومة المغربية وضعت مخططات للتنمية في العديد من القطاعات، وعلى الخصوص الطاقات المتجددة والصناعات الموازية، والفلاحة والسياحة، مضيفين أنها تجعل من المملكة "أرضية عمل" هامة بالنسبة للمقاولات الأندلسية الراغبة في تطوير أنشطتها في الخارج. وأكد بلاغ للوكالة الأندلسية للإنعاش الخارجي أن المشاركين أشاروا، في هذا الصدد، إلى ارتفاع عدد المقاولات الإسبانية المستقرة في المغرب في السنوات الأخيرة. وشكل هذا اللقاء، الذي نظم تحت شعار "الأندلس-المغرب : نحن جيران، لنقم علاقات أعمال"، فرصة لتسليط الضوء على العلاقات الاقتصادية بين المغرب وإسبانيا، ودراسة السبل الكفيلة بتطويرها. وبالمناسبة، أبرز الكاتب العام لوزارة الاقتصاد بالحكومة المستقلة للأندلس، السيد كاسبار يانيس، متانة العلاقات الاقتصادية بين المغرب وجهة الأندلس، مشيدا بارتفاع نسب المبادلات التجارية بينهما وعلى الخصوص خلال السنوات الأخيرة. وأكد السيد يانيس، وهو أيضا رئيس الوكالة الأندلسية للإنعاش الخارجي، أن المقاولات الأندلسية تولي اهتماما خاصا للتواجد في المغرب، مذكرا بأن أكثر من 3700 شركة من هذه الجهة قامت بتصدير منتجاتها إلى المغرب خلال السنة الماضية. وأشار، في هذا الصدد، إلى أن المغرب من أهم وجهات التصدير الأندلسية ب582 مليون أورو خلال السنة الماضية، أي بارتفاع بنسبة 1ر12 في المائة مقارنة مع سنة 2009، موضحا أنه منذ افتتاح مكتب دائم للوكالة في الدارالبيضاء سنة 2004، لم تتوقف المبادلات التجارية بين المغرب والأندلس عن الارتفاع. كما يهدف هذا اللقاء، الذي نظمته الوكالة الأندلسية للإنعاش الخارجي بتعاون مع المعهد الدولي "سان تيلمو"، إلى تفسير وتعميم الإجراءات التي ينبغي أن تتبعها المقاولات الإسبانية الراغبة في التواجد بالمغرب، وتشجيع اتفاقيات التعاون والمبادلات التجارية الداخلية بين مقاولات الجانبين، وبالأساس تلك المتواجدة في شمال المغرب. وتميز هذا اللقاء بتنظيم ندوات موضوعاتية واجتماعات بين رؤساء مقاولات بالبلدين، وكذا موائد مستديرة تمحورت حول القطاعات الاستراتيجية للاستثمار في المغرب، من بينها الإنعاش العقاري والإسكان والسياحة والصناعات الغذائية والطاقات المتجددة والبيئة واللوجستيك والنقل. ويندرج تنظيم هذا اللقاء في إطار المشروع الأوروبي للتعاون العابر للحدود (كوبترامب) في مجال المقاولات الذي يموله صندوق "فيدير"، وهو يتوخى النهوض بالتعاون العابر للحدود في مجال المقاولات بين الأندلس وشمال المغرب.