البصرية الفرنسية، أمس السبت، أنه وبعد الإعلان عن "التغيير الجذري للمشهد السياسي المغربي"، أمس الجمعة، يكون صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد أسس ضمن "خطابه التاريخي" ل` "ثورة هادئة". وأكدت المحطة الإذاعية الخاصة "إير تي إل"، في برنامج خاص، أن الخطاب الذي وجهه صاحب الجلالة للأمة المغربية، يوم أمس الجمعة، "يعد من دون شك الأهم في فترة حكم جلالته"، كما أنه خطاب "تاريخي" بحكم إشارته إلى أن مقتضيات مشروع دستور الجديد تخول للوزير الأول "صلاحيات قوية". وأشادت المتخصصة في الشؤون المغاربية، أجنيس لوفالوا، متدخلة خلال هذا البرنامج، ب` "الإجراء المتميز" المتخذ من طرف جلالة الملك "الذي احترم الالتزامات المتخذة في خطابه ل` 9 مارس" واتجه نحو الإعلان عن إجراء استفتاء شعبي بهذا الخصوص. وأكدت أن خصوصية هذا الإجراء، تتمثل في عمل اللجنة الاستشارية لمراجعة الدستور، التي "دعت عددا من الأحزاب السياسية والمركزيات النقابية والجمعيات للمشاركة في التفكير حول التعديلات الدستورية". وقالت في هذا الصدد، "بوسعنا الآن الحديث عن دستور تشاركي، على اعتبار أنه جرى خلال ثلاثة أشهر، تبادل وجهات النظر، متخذة في بعض الأحيان طابع النقاش الحاد، حول التعديلات الواجب إدخالها على مشروع الدستور". وأضافت أن "مشروع الدستور أقر فصلا حقيقيا للسلطات بين الملك ورئيس الحكومة، إلى جانب استقلالية السلطة القضائية"، وهو ما يعتبر "إيجابيا" كما يجيب على المطالب المعبر عنها خلال التظاهرات الأخيرة. ومن جانبه، أشار الممثل والمخرج المغربي، رشدي زيم، الذي تم اختياره من طرف المحطة الإذاعية، كرئيس تحرير اليوم، إلى أن "المغرب يلج مرحلة جديدة، هي مرحلة الحوار.. وهو ما يشكل نقلة نوعية". وأضاف في هذا السياق، "الملك يقترح، والشعب يقبل أو يعارض، إننا نحس فعلا بوجود إصغاء متبادل"، مضيفا أنه يشعر باقتراب المغرب "بجدية من الديمقراطية". من جانبهما، خصصت القناتان الفرنسيتان "تي إيف 1" و"فرانس 2" حيزا هاما ضمن نشراتهما الإخبارية لهذا "الخطاب التاريخي" الذي يطلق "ثورة هادئة" في المغرب. وأشارت "تي إيف 1" إلى أن هذا الخطاب الثاني من نوعه لجلالة الملك في ظرف ثلاثة أشهر، أعلن عن إصلاحات دستورية تشكل "ثورة هادئة"، مبرزة في هذا الصدد الصلاحيات الواسعة التي أضحت بموجب مشروع الدستور توجد ضمن اختصاص الوزير الأول. وبثت القناة التلفزيونية صور لأجواء الفرح التي عمت العاصمة الرباط عقب الخطاب الملكي، مانحة الكلمة لشباب تغمرهم الفرحة وهم يرددون كلمة "نعم" للدستور الجديد بكل فرح وحماس. وبدورها، أشارت قناة "فرانس 2" ل` "الاستقبال الإيجابي" لهذه التغييرات الوازنة، المعلن عنها ضمن "الخطاب التاريخي" ليوم أمس الجمعة. كما تطرقت القناتان التلفزيونيتان إلى الدعم المعبر عنه من طرف فرنسا، من خلال الرئيس نيكولا ساركوزي، لهذا "الإجراء المثالي" المتخذ من طرف جلالة الملك. وكان الرئيس الفرنسي قد رحب، أمس السبت، ب` "التقدم الهام" الذي أبان عنه مشروع الدستور الجديد الذي أعلن عنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مؤكدا أن فرنسا "تدعم بشكل تام هذا المسار النموذجي". واعتبر السيد ساركوزي أنه ومن "خلال هذا المسار الثابت والمستجيب لتطلعات الشعب، يفتح الملك محمد السادس الطريق لمسار تحول عميق وسلمي وحداثي للمؤسسات والمجتمع بالمغرب".