قال الروائي المصري بهاء طاهر إن الأعمال الأدبية التي ترتبط بأحداث ومناسبات لم تحقق أدبا متميزا. ففي تعليقه على ما يروج في الساحة الثقافية المصرية عن "مشهد ثقافي ما بعد الثورة"، قال بهاء طاهر، في لقاء أدبي نشرت صحيفة (الشروق) تفاصيله، اليوم الثلاثاء، "إن أعمال المناسبات لم تحقق أدبا متميزا"، مستشهدا بالأعمال التي تلت النكسة سنة 1967 والتي أطلق عليها وصف "أدب الحرب". وتوقف الأديب المصري عند تشابه أجواء القمع التي سادت سنة 1972 والتي عبر عنها في روايته "شرق النخيل" وبين أحداث ميدان التحرير (وسط القاهرة) إبان الثورة. وقال "القمع كان قائما عام 1972 كما كان في 2011، ويبدو أن استنساخ القمع قديم منذ أيام عرابي حتى الآن". وأوضح بهاء طاهر أنه كان بصدد كتابة رواية جديدة، غير أنه بعد قيام الثورة اعتبر أنها لا تناسب روح الحدث فقرر تأجيل إصدارها إلى وقت لاحق، مؤكدا، في سياق تناوله لأعمال الجيل الجديد من الأدباء الشباب، أن هذا الجيل تحرر مما وصفه ب`"تقديس الأسلاف" الذي "كثيرا ما يحد من القدرة على الإبداع". وتناول كاتب رواية "حب في المنفى" الوضع الحالي في مصر ما بعد الثورة أو ما وصفه بفترة "غموض الثورة" وخصوصا موازين القوى بين التيارات الدينية من جهة والتيارات الليبرالية واليسارية من جهة أخرى. وحذر مما وصفه ب`"العشوائية" التي تتمثل، حسبه، في الاستقطاب الحاد بين أنصار الدولة المدنية والدولة الدينية. وقال "لست واثقا من أن التيار الديني بهذه القوة وأن التيار الليبرالي بهذا الضعف"، معتبرا أن جماعة "الإخوان المسلمين" ليست "جماعة محظوظة" بقدر ما هي "جماعة منظمة استطاعت أن تصمد على مدى عقود طويلة". وكان بهاء طاهر، وهو من مواليد 1935، عمل، بعد حصوله على دبلوم الدراسات العليا في الإعلام من جامعة القاهرة، مترجما ومخرجا للدراما ومقدما لبرامج في الإذاعة قبل أن يضطر إلى مغادرة مصر ويعيش في المنفى لسنوات (خصوصا في جنيف). ومن بين أعمال الأديب المصري المجموعات القصصية "الخطوبة" و"بالأمس حلمت بك" و"لم أكن أعرف أن الطواويس تطير"، وروايات "شرق النخيل" و"قالت ضحى" و"خالتي صفية والدير" و"حب في المنفى" و"واحة الغروب"، إلى جانب كتب في النقد المسرحي ومقالات أدبية وأعمال مترجمة.