أكد وزير الثقافة السيد بنسالم حميش أن الوزارة ستوظف كل ما توفر لديها من خبرات ومهارات مكتسبة من أجل إنجاح المشروع المغربي للسياحة الثقافية الذي يجري تنفيذه ضمن استراتيجية التنمية السياحية المعروفة باسم"رؤية 2020". وأوضح السيد حميش خلال ندوة صحافية عقدها مساء اليوم الجمعة في ورزازات بمعية وزير السياحة والصناعة التقليدية السيد ياسر ازناكي وعدد من المسؤولين عن مؤسسات استثمارية مغربية عمومية وخاصة، أن التجربة التي راكمتها مديرية التراث بالوزارة، إلى جانب المعهد الوطني للأركيولوجيا والتراث، ستكون رهن إشارة "الشركة الوطنية لتثمين التراث" التي ستنهض بمهمة ترميم التراث المعماري المغربي المتمثل في القصبات، وتحويله إلى منشآت سياحية من مستوى رفيع. وقال السيد حميش إن المواصفات التي ستتوفر في القصبات التي ستوظف في إطار المشروع المغربي للسياحة الثقافية ستحول هذا الموروث المعماري الفريد من نوعه على الصعيد العالمي إلى رافعة للتنمية المستدامة، لاسيما وأن تنفيذ هذا الورش يتبنى مقاربة مندمجة تأخذ في الحسبان الخصوصيات المحلية بمختلف تجلياتها. ودعا وزير الثقافة، في هذا السياق، إلى العمل على تحصين النشاط السياحي في المغرب من العوارض والمثبطات التي تقع من حين لآخر، وذلك حتى نضمن لهذا القطاع الحيوي ضمن النسيج الاقتصادي الوطني فرصا أوفر لخلق الثروة، وتوفير مزيد من مناصب الشغل، والتعريف بالموروث الحضاري المغربي متعدد الروافد ومتنوع التجليات. وثمن، أيضا، اختيار أسلوب الشراكة بين القطاعين العام والخاص من أجل تنفيذ هذا المشروع الذي يعد من ضمن المشاريع المهيكلة الكبرى التي يعرفها المغرب خلال السنين الأخيرة، معتبرا أن من شأن هذا الاختيار المساعدة على توفير الأموال الضرورية اللازمة لإعادة الروح للموروث الثقافي المتمثل في القصبات التي تشهد على مرحلة هامة من تاريخ المغرب. وشدد الوزير على ضرورة الحرص على التقيد بالخصوصيات المحلية الأصيلة خلال مختلف مراحل ترميم القصبات التي ستتحول إلى مؤسسات سياحية متخصصة في استقبال فئة من السياح، تتوق إلى استكشاف خبايا وتجليات الموروث الحضاري المغربي، سواء في شقه المادي أواللامادي. وقد حضر هذه الندوة الصحافية، إلى جانب وزيري السياحة والثقافة، كل من عامل إقليمورزازات السيد عبد السلام بيكرات، ومسؤولي عدد من المؤسسات الاستثمارية المغربية العمومية والخاصة، من ضمنها على الخصوص صندوق الإيداع والتدبير، والشركة الوطنية للهندسة السياحية، وشركة الاستثمارات السياحية "مضايف"، والمجموعة الاستثمارية "أكوا".