خلفت التساقطات المطرية الغزيرة التي عرفتها جهة الشاوية ورديغة، خلال شهر ماي الماضي، انعكاسات سلبية على منتوج الحبوب وجودته، حيث قدر حجم الخسائر بالمناطق الأكثر تضررا، خاصة على مستوى إقليمي خريبكة وسطات (بن احمد)، بنحو 16 ألف هكتارا. وأكد المشاركون في لقاء تشاوري نظمته، أمس الخميس بالمركز الجهوي للبحث الزراعي بسطات، المديرية الجهوية للفلاحة لجهة الشاوية ورديغة، أن هذه الآثار السلبية كان لها وقع كبير على أثمنة الحبوب التي تراجعت كل البعد عن الثمن التفضيلي المحدد في 290 درهم للقنطار، مع احتساب المصاريف. وعلى إثر ذلك، تعرف أثمنة المحاصيل حاليا تباينا كبيرا، حسب جودة وطبيعة المنتوج، إذ تراوحت قيمتها ما بين 210 و260 درهما بالنسبة للقمح الطري، ومن 240 إلى 270 درهم بالنسبة للقمح الصلب، ثم من 150 إلى 200 درهم بالنسبة للشعير. والملاحظ، حسب المتدخلين، أن هذه المبيعات تخص، بالأساس، تجار الحبوب والوسطاء فقط، أما بالنسبة للمطاحن فلم تقبل بعد، حتى الآن، على شراء حاجياتها من القمح الطري مما يضطر الفلاحين إلى تخزين منتوجهم في انتظار تحسن واستقرار الثمن، الشيء غير المتاح لمعظم الفلاحين الصغار الذين يجدون أنفسهم في قبضة محتكري السوق. ولتبديد الاستياء والمخاوف، أوصى الفاعلون في القطاع، عقب أشغال هذا اللقاء، بضرورة مراجعة المعايير المعتمدة في الدورية الأخيرة فيما يخص الوزن النوعي وذلك لحماية مداخيل الفلاحين والحد من تقلبات السوق، فضلا عن خلق لجنة جهوية لليقظة تضم كافة الأطراف المعنية قصد الإشراف على مرور الموسم الفلاحي في أحسن الظروف من خلال مواكبتها وتوجيهها للفلاحين. كما جددت الدعوة ضمن التوصيات إلى تنظيم حملات تحسيسية من أجل تحفيز الفلاحين على الانخراط بكثافة في مشاريع التجميع المنطلقة أو التي توجد طور الانجاز مع العمل على تعزيز دور التعاونيات الفلاحية لخلق التوازن في السوق وكذا إحداث نوع من الانسجام والتنسيق مع مختلف المؤسسات التي تعنى بالبحث والتنمية والتكوين والمهنية. للتذكير، مر الموسم الفلاحي الحالي في بدايته من ظروف مناخية ملائمة حيث بلغ معدل التساقطات المطرية بالجهة 485 ملمتر، أي بانخفاض حددت نسبته في 17 في المائة مقارنة مع السنة الفلاحية الفارطة، وساهم ذلك في زراعة 698 ألف و470 هكتار من الحبوب. وتمت مصاحبة تحسن المناخ بسلسلة من الإجراءات والتدابير، التي بادرت إليها المديرية الجهوية للفلاحة بجهة الشاوية ورديغة، حيث كان متوقعا أن يبلغ حجم الإنتاج الإجمالي للحبوب على مستوى الجهة نحو 3ر15 مليون قنطار، منها 8ر6 مليون قنطار من القمح الطري، و66ر3 مليون قنطار من القمح الصلب فضلا عن 84ر4 مليون قنطار من الشعير. ومن بين هذه الإجراءات والتدابير توفير 214 ألف و330 قنطار من الحبوب المختارة للبيع، واستعمال 129 ألف و600 قنطار من الأسمدة، وتنظيم 2460 حملة تحسيسية لفائدة 16 الف و300 مزارع تم التركيز من خلالها، بالأساس، على السبل التي يمكن اعتمادها في إزاحة الشوائب والنباتات الطفيلية ومحاربة الأمراض الفطرية وكذا التحكم في تقنيات الحصاد. وشارك في هذا اللقاء، الذي ترأسه المدير الجهوي للفلاحة لجهة الشاوية ورديغة، ممثلو مختلف المؤسسات الفاعلة في القطاع منها المعهد الوطني للبحث الزراعي، والغرفة الجهوية للفلاحة ومكتب الحبوب والقطاني والمكتب الجهوي لسلامة المنتوجات الغذائية والتعاونيات الفلاحية المغربية، إلى جانب عدد من المجمعين وأرباب المطاحن وشركة سوناكوس.