أكد الكاتب العام لقطاع الطاقة والمعادن، بوزارة الطاقة و المعادن و الماء و البيئة، السيد محمد يحيى زنيبر، أن المشاريع الطاقية الطموحة التي ينجزها المغرب، ستمكن ليس فقط من الاستجابة لحاجياته الطاقية المستقبلية، و لكنها ستبوأ المملكة موقعا رائدا في مجال مكافحة التغيرات المناخية، كما ستجعله من البلدان المتحكمة في استعمال تكنولوجيا تطوير موارد الطاقات المتجددة. وأبرز السيد محمد يحيى زنيبر، خلال مباحثات أجراها أمس الثلاثاء في ميونيخ، مع الوزيرة المنتدبة لدى وزارة الاقتصاد و البنيات التحتية و النقل و التكنولوجيا في ولاية بافاريا، السيدة كاتيا هيسل، المشاريع و الإصلاحات التي قام بها المغرب في إطار الإستراتيجية التي اعتمدها في مجال الطاقة، خاصة ما يتعلق بتسريع وتيرة تطوير الطاقات المتجددة و الاستعمال العقلاني للطاقة، و الانخراط في دينامية تنمية التعاون الإقليمي و الدولي و الاندماج في الأسواق الإقليمية للطاقة. و تطرق إلى المشروعين الضخمين اللذين يهمان الطاقة الناجمة عن الشمس و الرياح، بطاقة إجماية تبلغ 2000 ميغا وات في أفق سنة 2020، حيث سيمكن هذان المشروعان من رفع حجم الطاقات المتجددة بنسبة 42 في المائة من الطاقة الكهربائية الإجمالية. وتحدث عن الإصلاحات التي تم إنجازها على المستوى التشريعي و التنظيمي و المؤسساتي، و أيضا على مستوى التمويل و التحفيز و الاندماج الصناعي و التكوين و البحث العلمي و التطوير و الابتكار التكنولوجي. و أضاف الكاتب العام لقطاع الطاقة والمعادن، أنه في ما يتعلق بالنجاعة الطاقية، التي تحظى بالأولوية ضمن استراتيجية المغرب الطاقية، فإن البرامج تستهدف القطاعات المستهلكة الرئيسية، خاصة قطاع الصناعة و النقل و السكن، كما تعتمد هذه البرامج إجراءات تحفيزية و مبادرات للتربية و التوعية. و أوضح أن هذه الأوراش الضخمة و المتعددة، تتيح فرصا كثيرة لعقد شراكات أكثر التزاما وقوة، سواء على مستوى الصناعة أو البحث العلمي أو التكوين. معربا عن يقينه بأن هناك آفاقا واعدة جدا، في ما يخص تصدير الطاقة الخضراء من المغرب نحو ألمانيا. و من جانبها، أشارت السيدة كاتيا هيسل، إلى أنه، في إطار تعويض الطاقة النووية التي تغطي حاليا 57 في المائة من استهلاك الطاقة بولاية بافاريا، و الاستجابة لحاجياتها المستقبلية، فإن الخيارات المتاحة تقود نحو الرفع من حجم الطاقات المتجددة بنسبة تتراوح مابين 25 و 50 في المائة، و لذلك فإنه سيتم استيراد الطاقة الخضراء، خاصة من المغرب. وأضافت أن إمكانية استيراد الطاقة الخضراء من المغرب توفر فرصا حقيقية للتبادل بين ألمانيا والمملكة في مجال الطاقات المتجددة، معربة عن استعدادها التام لدعم جهود المغرب في هذا الاتجاه، مع الاستفادة من المقتضيات و التوجهات الأوربية في هذا المجال. و ترأس السيد زنيبر وفدا إلى ولاية بافاريا، ضم مسؤولين من وزارة الطاقة و المعادن و الماء و البيئة، و من المؤسسات العاملة في مجال الطاقة و ممثلي الجمعيات المهنية المعنية، لاستكشاف فرص التعاون و الشراكة مع الجانب الألماني في ميادين الطاقات المتجددة و النجاعة الطاقية. وقام الوفد، الذي ضم، على الخصوص، السادة محمد توفيق عديل رئيس قسم الدراسات الاقتصادية و القانونية بوزارة الطاقة و المعادن، و سعيد ملين المدير العام للوكالة الوطنية لتنمية الطاقات المتجددة و النجاعة الطاقية، وعبيد عمران عضو مجلس إدارة الوكالة المغربية للطاقة الشمسية، و أحمد الصقلي رئيس الجمعية المغربية للصناعات الشمسية و الريحية، بزيارة لعدد من المنشآت الطاقية، واطلع على الإستراتيجية الحضرية لولاية بافاريا في مجال الطاقة، و على أحياء سكنية نموذجية على مستوى النجاعة الطاقية.وتشكل ولاية بافاريا ( جنوبالمانيا)، التي يبلغ عدد ساكنتها 5ر12 مليون نسمة، محركا هاما للاقتصاد الألماني بناتج داخلي خام عرف خلال العشر سنوات الماضية نموا بلغ 16 بالمائة. ومن بين أهم القطاعات الاقتصادية في الولاية، التي تضم 11 جامعة و19 مدرسة عليا ومعهد للبحث التطبيقي، الطاقة والإلكترونيك والطب والبناء والبيئة وتكنولوجيا الاتصال و المناولة في مجال السيارات والصناعات الكيماوية.