انعقد، اليوم السبت بالرباط، المؤتمر التأسيسي للاتحاد الدولي لدعم مشروع الحكم الذاتي بالصحراء تحت شعار "من أجل مجتمع دولي لحل نزاع الصحراء". وحسب وثيقة تعريفية، فإن هذا الاتحاد يهدف إلى اعتماد دبلوماسية المجتمع المدني من خلال تنشيط الجمعيات وفعاليات المجتمع المدني والقيام بلقاءات وندوات داخل المغرب وخارجه للتعريف بإيجابيات مشروع الحكم الذاتي في حل النزاع المفتعل حول الصحراء ومدى احترامه لمعايير حقوق الشعوب والأفراد بمفهومها الكوني. ويتوخى الاتحاد أيضا التنسيق مع المؤسسات البرلمانية الدولية لتحقيق مجموعة من المكاسب الإيجابية لصالح القضية الوطنية عبر استغلال شبكة العلاقات التي تسير بها البرلمانات العربية والأوروبية والمتوسطية والأمريكية. ويروم الاتحاد الدولي لدعم مشروع الحكم الذاتي بالصحراء تسليط الأضواء الدولية على المستوى الحقوقي والسياسي الذي وصل إليه المغرب في مناطقه الجنوبية، وفتح نقاش وطني ودولي لتقريب الرأي العام من القضية، إضافة إلى تعبئة المنظمات الحقوقية للضغط على المنتظم الدولي لفتح تحقيق جدي ومسؤول حول الأوضاع الإنسانية في مخيمات الاحتجاز بتندوف. وخلصت الوثيقة إلى أن الغاية من تأسيس الاتحاد تتمثل في دعم الاستقرار السياسي والأمني والإقلاع الاقتصادي على المستوى الإقليمي والدولي وجعل السلم والأمن الدوليين إحدى ركائزه الأساسية داخل المنطقة. وأبرز رئيس المؤتمر، السيد ميلود الوكيلي (أستاذ جامعي) في تصريح للصحافة، أن فكرة إنشاء الاتحاد انبثقت بمبادرة من ثلة من المغاربة الوطنيين الذين تحذوهم رغبة في المساهمة في تحسيس المجتمع الدولي بشرعية القضية الوطنية وأهمية مشروع الحكم الذاتي في بناء مغرب ديمقراطي حديث. وأضاف أن فكرة تأسيس هذا الاتحاد انطلقت أيضا من الرغبة في تحسيس ذوي النوايا الحسنة الذين يؤمنون بالسلم والسلام بأن هذا الحل هو الوحيد القادر على إخراج منطقة شمال إفريقيا والمغرب العربي من أخطار الحروب والانقسام والتشتت، في الوقت الذي يحتاج فيه العالم أكثر إلى تكتلات جهوية لرفع تحدي العولمة. وأشار إلى أن مساهمة المجتمع المدني في عملية التحسيس ستتم من خلال عدة مبادرات على الصعيد العالمي تروم ربط الاتصال مع الخبراء الأجانب المتخصصين في القانون الدولي والعلاقات الدولية والجامعات والمراكز والمؤسسات العلمية، وكذا مع ممثلي المجتمع المدني العالمي للتحسيس بضرورة الدفع بهذا المقترح الهام المتعلق بتسوية ملف الصحراء. ومن جانبه، أكد مدير الفضاء الجمعوي بالعيون، السيد الحبيب عيديد، أن المجتمع المدني أصبح في الوقت الراهن يمتلك القدرة على المساهمة في التعريف بالقضايا الوطنية والدفاع عنها; مشددا على أهمية تفعيل الدبلوماسية الموازية والمشاركة الفعالة في توعية المواطنين وتأطيرهم والتعريف بقيمة مبادرة الحكم الذاتي ودورها في خلق التنمية والاستقرار الدائم.