قال المدير التنفيذي لجمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان،البروفيسور رشيد البقالي،أمس الجمعة بفاس،إن المخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان يشكل المقاربة الأكثر فعالية لمكافحة هذا الداء. وذكر البروفيسور البقالي،لدى عرضه للمخطط خلال ندوة نظمت بمناسبة الأيام الصيدلانية السادسة لفاس،بأن خارطة الطريق هاته ثمرة لتعاون بين الجمعية ووزارة الصحة إلى جانب شركاء محليين ودوليين. ويهدف المخطط إلى دعم العمل الذي تقوم به السلطات الوصية لمكافحة داء السرطان وتسهيل ولوج العلاج والأدوية بالنسبة لجميع المرضى دون تمييز. إنها الإجابة الأمثل - يضيف البروفيسور- التي من شأنها أن تمكن المغرب من رفع تحدي التكفل بحوالي 30 ألف حالة جديدة تسجل كل سنة،من بينها 1200 حالة إصابة لدى الأطفال. يذكر أن 11 ألف و600 مريض فقط كانوا يستفيدون من العلاجات العمومية،بينما حرم منها 20 ألفا آخرون. وأوضح البروفيسور البقالي أن هذا الوضع اتخذ منحى معاكسا حيث استفاد 25 ألف مريض من العلاج ليظل الهدف الرئيس تمكين جميع المرضى من ولوج العلاجات. وحسب الدراسات المنجزة خلال سنتين في إطار إعداد المخطط،فإن 40 في المائة من الحالات المسجلة يمكن تفاديها،والعديد منها قابلة للعلاج،فيما تعزى نسبة مهمة من الإصابات إلى التدخين. وأبرز المدير التنفيذي لجمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان أن المخطط الوطني يتضمن 78 تدبيرا تتوزع بين الوقاية والرصد المبكر إلى التكفل العلاجي بالحالات. وينص المخطط على وضع برامج واسعة للوقاية ومحاربة التدخين خصوصا في الوسط المدرسي والقيام بمبادرات تعزز الاتجاه نحو أنماط حياة صحية ومحاربة الالتهابات والتركيز على التشخيص المبكر من خلال إنشاء 22 مركزا في هذا المجال. ولاحظ البروفيسور البقالي أن هذا المخطط مكن من وضع خارطة صحية للسرطان وضمان ولوج العلاج لجميع المرضى عبر المملكة من خلال توسيع وتطوير مراكز الأنكولوجيا وإحداث أربعة مراكز جهوية جديدة. ومن جهته،أكد مدير المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس،البروفيسور خالد آيت طالب،أن استراتيجية مكافحة داء السرطان لدى المستشفى تهدف إلى الاستجابة للحاجيات الصحية لحوالي أربعة ملايين مواطن. واستعرض البروفيسور آيت طالب جملة من المبادرات في إطار تفعيل المخطط الوطني،من قبيل تعزيز الفحص المبكر للسرطان،ومكافحة التدخين وإنجاز دراسة حول انتشار سرطان الجلد على مستوى الجهة،وإنشاء وحدة للأنكولوجيا بطاقة عشرة أسرة. وفي افتتاح هذه الأيام الصيدلانية،التي تنظم حول موضوع "السرطان وأمراض الدم: دور الصيدلاني"،أكد السيد الفاسي الفهري عبد الإله،رئيس الغرفة النقابية لصيادلة فاس،استعداد الصيادلة للمساهمة في محاربة السرطان بالمغرب من خلال التنازل عن الأرباح المتأتية من بيع الأدوية الخاصة بعلاج هذا المرض.