يشارك المغرب في الملتقى الإيبيري الثاني للمدن المحصنة، الذي افتتح أمس الإثنين بكاستيلو برانكو (شمال-شرق البرتغال) والذي يشكل أرضية لتبادل التجارب وتعزيز التعاون للمحافظة على المدن العتيقة. ويمثل المغرب في هذا اللقاء، الذي يستغرق يومين، شبكة المدن العتيقة لجهة طنجة - تطوان. وبهذه المناسبة، أوضحت سفيرة المغرب بالبرتغال، السيدة كريمة بنيعيش، أن مشاركة المغرب في هذ اللقاء من شأنها أن تعزز التعاون بين الجماعات المحلية المغربية والبرتغالية والإسبانية، والتي يجمع بينها التاريخ والجغرافيا ولا يمكن للمستقبل المشترك إلا أن يوحد بينها على طريق التعاون اللاممركز، الذي يعد مدخلا لأي تقارب بين الشعوب. وأكدت السيدة بنيعيش أن شبكة المدن العتيقة لجهة طنجة-تطوان، التي أحدثت مؤخرا بهدف المحافظة على التراث التاريخي لشمال المغرب، ستساهم في الدفع بمجهودات تثمين التراث الثقافي والتاريخي للمغرب. وأضافت السفيرة أن تبادل التجارب والوسائل التقنية بين جميع المدن الممثلة في هذا اللقاء سيجعل من الأسوار، التي كانت في السابق عنصرا للفصل، صلة وصل ورابطا إضافيا بين شعوب المنطقة المتوسطية. وبالنسبة لرئيس شبكة المدن العتيقة لجهة طنجة-تطوان وعمدة شفشاون السيد محمد السفياني، فإن هذا اللقاء يعد مناسبة لإبراز الغنى التراثي والحضاري للجهة، وتبادل التجارب وإعداد برامج عمل بهدف الحفاظ على الأسوار والمدن العتيقة وتأهيلهما. وأكد في هذا السياق أن المعلومات بشأن الحصون والمدن العتيقة بهذه الجهة والمبادرات المتخذة من أجل تثمين التراث الثقافي والتاريخي، تم تقديمها خلال هذا اللقاء الذي تميز كذلك بتقديم عروض لعلماء آثار وخبراء من البرتغال وإسبانيا، وهما البلدان اللذان يتمتعان بتجربة كبيرة في هذا المجال. وتوجت أشغال هذا الاجتماع بالتوقيع على اتفاقية تعاون وشراكة بين شبكة المدن العتيقة لجهة طنجة- تطوان والملتقى الإيبيري للمدن المحصنة. كما تم التوقيع خلال هذا اللقاء، الذي شارك فيه رؤساء أو نواب رؤساء جماعات طنجة ، تطوان، أصيلة، العرائش، القصر الكبير، واد لاو، والمندوبية الجهوية لوزارة الثقافة، على إعلان تطوان من طرف جماعات جهة طنجة - تطوان، التي التزمت بالعمل على تأهيل وحماية المدن المغربية العتيقة والحفاظ على الموروث التاريخي والحضاري. وتم إحداث شبكة المدن المحصنة لجهة طنجة - تطوان، التي انضمت رسميا للملتقى الإيبيري للمدن المحصنة في ثالث ماي الماضي بهدف الحفاظ على التراث التاريخي وتثمينه، كمكون رئيس في التنمية المستدامة للجهة.