أكد عدد من البرلمانيين البريطانيين، اليوم الخميس بالرباط، أن الرقي بالديمقراطية البرلمانية وجعلها أكثر قدرة على إثارة مختلف الإشكاليات المطروحة بكيفية ناجعة، يقتضي تطوير أساليب تداول الأسئلة الشفوية وفق منهجية حديثة تروم الرفع من مردوديتها. وأوضح البرلمانيون البريطانيون، في تدخلاتهم خلال ورشة نظمها البرلمان المغربي بشراكة مع مؤسسة "وستمنستر للديمقراطية"، حول موضوع "الأسئلة الشفوية"، أنه لكي تؤدي هذه الاخيرة أدوارها على أكمل وجه، يتيعن تداولها وفق منهجية فعالة قوامها الدقة والوضوح والاختصار والتميز، سعيا إلى جعلها أداة ناجعة تحث القطاعات الحكومية على تصويب الأخطاء وتدارك الهفوات وتحسين المردودية. وأشار البرلمانيون، الذين يمثلون كلا من مجلس العموم واللوردات بالبرلمان البريطاني، إلى أن المؤسسة التشريعية البريطانية التي تعود جذورها إلى الفترة ما بين القرنين الثامن والحادي عشر الميلاديين، طورت أساليب خاصة في مجال تداول الأسئلة الشفوية جعلت منها أداة رقابية فعالة تتيح تطوير الديمقراطية البرلمانية. وفي هذا السياق، قالت العضوة بمجلس اللوردات عن الحزب العمالي، البارونة هيلين ليديل، إن الأهمية التي تكتسيها الأسئلة الشفوية في العمل التشريعي البريطاني وقدرتها على التأثير في الرأي العام اعتبارا لتغطيتها من طرف وسائل الإعلام بمختلف أشكالها ومرجعياتها، تجعل الوزراء البريطانيين يولونها أهمية خاصة تتجسد من خلال التحضير المحكم والإجابة المستفيضة. وأوضحت أن طرح الأسئلة الشفوية وفق المنهجية البريطانية يعتمد تقاليد عريقة منها أسلوب المواجهة بين البرلماني والوزير، والتقدم بأسئلة دقيقة ومقتضبة، والالتزام الصارم بالمدة المحددة لطرح الأسئلة والردود. من جانبه، أوضح عضو مجلس العموم البريطاني، السيد أليستر دورتي، أن السؤال الآني يعد إحدى القواسم المشتركة بين المنهجية التشريعية المغربية والبريطانية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن هذا الأخير يطرح عادة على خلفية حدث هام يرتبط بالمصالح العليا للبلاد، ومن ثم فإن التعامل معه قد يتخذ طابعا استثنائيا. وأضاف السيد دورتي أن السؤال الشفوي الذي لا يفيد معنى الإخبار والإحاطة بالمعطيات الهامة والحث على اتخاذ التدابير الناجعة من طرف السلطة التنفيذية، لا يعد سؤالا مجديا وذا مردودية، مؤكدا من جهة أخرى، أن العرف البرلماني البريطاني يحرص على طرح هذه الأسئلة بلغة مفهومة وسلسة تتيح فهمها من طرف الجميع. من جهته، قال عضو البرلمان الأسكتلندي، السيد لين سميث، بعد استعراضه لمميزات وخصائص هذه المؤسسة التشريعية البريطانية ، إن الإجابة على السؤال الشفوي القصير عادة ما تكتنفها الصعوبة لأن البرلماني يتطلع من خلال طرحه الى تلقي رد يتسم بأكبر قدر من الوضوح والموضوعية، موضحا أن أحد الأخطاء الشائعة التي يجب على البرلمانيين تلافيها تتمثل في طرح عدة أسئلة في نفس الآن، مما يتيح للوزير انتقاء الإجابة. يشار إلى أن هذه الورشة التي حضرها عدد من البرلمانيين المغاربة، تندرج في إطار تفعيل اتفاقية التعاون والشراكة الموقعة بين البرلمان المغربي ومؤسسة "وستمنستر للديمقراطية"، بهدف تعزيز بناء قدرات الموارد البشرية وتبادل الخبرات والتجارب بين البرلمانيين. وستنظم غدا الجمعة، ورشة مماثلة حول موضوع "العمل التشريعي بين مجلسي النواب والمستشارين".