قال كاتب الدولة المكلف بالتنمية الترابية السيد عبد السلام المصباحي، اليوم الأربعاء بالصويرة، إن المواطنة الفاعلة والمسؤولة تعد أهم شروط الحكامة الجيدة. وأبرز السيد المصباحي، في كلمة خلال يوم دراسي حول موضوع " المواطنة والحكامة" بمناسبة الذكرى السادسة لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أن المبادرة نجحت في جعل الحكامة الجيدة والمواطنة المسؤولة منهجية للعمل من أجل تحقيق الأهداف المبتغاة منها خاصة ما يتعلق بتطوير مؤشرات التنمية. وأضاف أن هذه المبادرة الملكية، مكنت من تسريع الانتقال من نظام للتدبير المرتكز على الدور المركزي للفاعلين العموميين في تخطيط وإنجاز السياسات العمومية، إلى نظام يتأسس على الحكامة المواطنة المبنية على التفاعل المتنامي وعلى التفاوض والشراكة بين مختلف الفاعلين المحليين العموميين والخواص وكذا ممثلي المجتمع المدني. وأشار السيد المصباحي إلى أن المبادرة التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في 18 ماي 2005، تقوم على نظام للقيم يتمحور حول احترام كرامة الإنسان، وثقة المواطنين ومشاركتهم في تحديد الحاجيات واتخاذ القرارات، وفي الحكامة الرشيدة القائمة على شفافية التدخلات وقوة التأثير الاقتصادي والاجتماعي الإيجابي للمشاريع على حياة وأوضاع السكان. من جهته، تطرق السيد سليمان الحجام، المنسق الوطني المساعد للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إلى العلاقة الوثيقة بين المواطنة والحكامة، موضحا أن المفهوم الأول يعد عقدا اجتماعيا تأسس على البيعة، يلتزم المواطنون بمقتضاه بمرجعية القانون، أما المفهوم الثاني فينبني على صياغة العلاقة بين المتدخلين على أساس مفاهيم التعاقد والتشارك والتقارب والارتكاز على مقاربة ورؤى فلسفية لها مضمون اقتصادي وسياسي واجتماعي باعتبارها النهج الأكثر نجاعة لتدبير الشأن العام المجتمعي. كما سجل أن المبادرة مكنت من إنجاز الآلاف من المشاريع الواعدة التي تستجيب لحاجيات الساكنة المستهدفة وترسيخ ثقافة التدبير التشاركي المسؤول والبناء اعتمادا على مبدئي الشفافية والمحاسبة. أما عامل إقليمالصويرة، السيد نبيل خروبي، فقد أشاد بالتقدم الذي تحقق في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، معتبرا أنها تشكل ثورة على مختلف مظاهر الفقر والتهميش والإقصاء، مما جعلها آلية تنموية نموذجية. وقد تميز هذا اللقاء الذي تنظمه التنسيقية الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الذي عرف مشاركة العديد من الخبراء والمنتخبين المحليين وممثلي النسيج الجمعوي، بتقديم عدد من الشهادات لمستفيدين من مشاريع المبادرة بإقليمالصويرة، كما تم تنظيم معرض يضم مختلف منتوجات الأنشطة المدرة للدخل.