تحت عنوان ،(القدس ..المدينة والثقافة والمصير) ، صدر مؤخرا عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو)، التي تتخذ من تونس مقرا لها ، كتاب وثائقي يتضمن مجموعة من الدراسات باللغات العربية والفرنسية والانجليزية، تمثل حصيلة ما دار في الندوة الدولية التي عقدتها المنظمة بمعهد العالم العربي بباريس خلال شهر مارس من السنة الفارطة، في إطار الاحتفالية الخاصة بالقدس عاصمة للثقافة العربية. وسلطت الدراسات والأبحاث التي ضمها الكتاب الضوء على حاضر ومستقبل مدينة القدس ، في مواجهة محاولات التهويد وطمس الهوية العربية الإسلامية، مشددة على ضرورة التحرك من أجل إيقاف الحملات المنتظمة التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي شنها على سكان القدس العرب وفرض المزيد من الضغوطات عليهم لترحيلهم تنفيذا لسياسته التعسفية الرامية إلى تغيير ملامح المدينة وخصوصياتها الديمغرافية والاجتماعية والدينية. وجاء في الكتاب أن منظمة الالكسو اختارت مدينة باريس لاحتضان هذه الندوة الدولية بهدف إطلاع الرأي العام الفرنسي والأوروبي على الوضع الراهن لمدينة القدس، مع التركيز على جوانبها التاريخية والمعمارية وأهميتها الحضارية والدينية على مدى قرون طويلة، بالإضافة إلى إبراز أثر الحضارة العربية الإسلامية في مجال قيم التسامح وتعايش الأديان والوسطية فضلا عما تزخر به من روائع في مجال المعمار والزخرفة ، تراكمت على مدى 12 قرنا من التاريخ . كما يتضمن الكتاب جملة من الأبحاث لنخبة من أبرز الاختصاصيين في تاريخ القدس وتراثها، حيث استندت أبحاثهم على دراسات ميدانية ووثائق تاريخية، فضلا عما تضمنه القانون الدولي ، الذي يعتبر القدسالشرقية أرضا محتلة ولا يحق للسلطات الإسرائيلية المس بوضعها التاريخي والجغرافي والبشري. وقد قدم للكاتب المدير العام للالكسو، محمد العزيز ابن عاشور، حيث أكد أن الاعتداءات التي تقوم بها السلطات الاسرائيلية على مدينة القدس تشكل خطرا جسيما على تراثها التاريخي والمعماري وعلى حضارتها الانسانية وايضا على كافة الشعب الفلسطيني ، فضلا عما تمثله من تهديد للسلام العالمي. وشدد على أن سياسة الاحتلال الإسرائيلي في القدسالشرقية تشكل خطرا على الطابع التاريخي للمدينة وتعتبر مسا بالقيم الإنسانية المرتكزة على التسامح واحترام الأديان.