أكد وزير السياحة والصناعة التقليدية السيد ياسر الزناكي أن الاعتداء الإجرامي الذي استهدف مراكش يوم 28 أبريل الماضي لن يمس بأي حال سمعة المدينة الحمراء كإحدى الوجهات السياحية العالمية الرئيسية. وأشار السيد الزناكي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن هذا الاعتداء المعزول لم يكن له سوى تأثير محدود، مبرزا السلوك "الجد عادي" للسياح خلال اليوم ذاته للاعتداء. وقال وزير السياحة إنه لم يتم تسجيل أية حالة تقليص من مدة الإقامة، مشيرا إلى أن عدد عمليات الإلغاء خلال الثلاثة أشهر القادمة لا تتجاوز 23 ألف، أي 8 ر2 في المائة فقط من العدد الإجمالي للتدفقات السياحية بمراكش. ولاحظ الوزير أن الأمر يتعلق ب"تأثير ضعيف جدا"، مشيرا إلى أن الوزارة تتابع الوضع عن كثب. وذكر في هذا السياق بإرساء مخطط عمل يرمي إلى تعزيز مكانة مراكش كوجهة رائدة. ويرتقب المخطط، بالأساس، تنظيم حملة تحت شعار "أحب مراكش"، مرفوقة بعمليات استقبال بالمطارات. وتم وضع شبكة الأنترنيت، لاسيما المواقع الاجتماعية رهن الإشارة من أجل المساهمة في هذه الحملة التي تروم تعزيز إشعاع المدينة الحمراء. وقال الزناكي إنه تمت برمجة العديد من التظاهرات الثقافية والفنية بمراكش، خاصة بساحة جامع الفنا، التي سيتم الاحتفال بالذكرى الثانية لتصنيفها من قبل اليونيسكو كتراث إنساني متم الشهر الجاري، موضحا أن العديد من الشخصيات التي تنتمي إلى عوالم السياسة والثقافة والفنون، علاوة على الشركاء السياحيين من مختلف أنحاء العالم ومسؤولين عن المنظمة العالمية للسياحة سيكونون في الموعد لتكريم المدينة المغربية العريقة وتقديم الدعم الذي تستحقه ضد كل من تسول له نفسه النيل من صورتها كملاذ للسلم وفضاء للتلاقي بامتياز. وسيتم تنظيم تظاهرات فنية أخرى من قبيل "حفل التسامح" بالمدينة الحمراء بمشاركة فنانين دوليين مرموقين والذين سيأتون لتحسيس أصدقاء وعشاق مراكش عبر العالم من أجل دعم المدينة الحمراء. وشدد السيد الزناكي على أن "جميع هذه المبادرات ستمكن مدينة مراكش من البقاء قوية كما كانت". وقال إن "عملا إجراميا دنيئا من هذا القبيل لن ينجح البتة في التشكيك في الدعائم الأساسية لوجهة قوية كمراكش، لاسيما لقطاع كقطاع السياحة". +عزم على دفع المغرب إلى مصاف أفضل 20 وجهة سياحية بالعالم+ من جهة أخرى، أشار الوزير إلى عزم المغرب على المضي قدما في جهوده ، في إطار رؤية 2020، بهدف جعل المغرب في مصاف أفضل 20 وجهة سياحية بالعالم. وسجل السيد الزناكي أن هذه الجهود تتجسد من خلال النتائج الملموسة فيما يتعلق بمداخيل خلق مناصب الشغل وتعزيز البنى التحتية، مشيرا إلى أن تجسيد برنامج تنموي من هذا القبيل يمر عبر مجهود استثماري هام، خاصة في ظل ظرفية اقتصادية دولية غير مشجعة كثيرا. وأوضح المسؤول الحكومي في هذا الصدد أن شركاء دوليين، لاسيما بمنطقة الخليج انخرطوا في هذا المجهود الطموح، وهو انخراط يجسد الثقة التي يتمتع بها المغرب كوجهة مفضلة للاستثمارات. وهكذا ، يشير وزير السياحة والصناعة التقليدية ، بدأ الشروع في العمل منذ المناظرات الوطنية الأخيرة للسياحة ، من أجل تجسيد هذه المبادرة الطموحة ، محيلا ، بهذا الصدد ، إلى إحداث الصندوق المغربي للتنمية السياحية كبرنامج للاستثمار يخص السنوات العشر القادمة. وقال السيد زناكي إن" الأحدلاث الأخيرة التي شهدتها بعض أقطار العالم العربي لم تحل دون إصرار الشركاء العرب على مواصلة استثماراتهم بالمغرب" ، مشيرا الى أن هذا الالتزام المستمر ما هو بوليد الصدفة، وإنما هو من محض نتائج البناء الاقتصادي المتين للمغرب. وأكد أنه ، بالإضافة إلى المنطقة العربية ، أبدت بلدان أمريكا ، وأوروبا ، وآسيا رغبتها في المشاركة في مشاريع الصندوق المغربي للتنمية السياحية ، مبرزا أنه سيتم تفعيل هذا الصندوق خلال السنة الجارية . + المغرب ومجلس التعاون الخليجي .. علاقات مبنية على التكامل+ وفي نفس السياق ، أشار السيد زناكي إلى أن دعوة المغرب إلى الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي تكرس العلاقات الجيدة التي كانت دوما قائمة بين المملكة وهذه المنطقة من العالم العربي. وأردف أن الطرفين توحدهما " شراكة طويلة الأمد تميزت بتكامل اقتصادي يعززه إرث حضاري وثقافي مشترك" ، داعيا إلى استثمار هذه العلاقات من أجل تشكيل مجموعة اقتصادية قوية ، وقادرة على رفع التحديات المعقدة لعالم اليوم . + التنوع الثقافي ..عامل قوة بالنسبة للمغرب داخل السوق البريطانية+ وفي معرض حديثه عن المكانة التي ما انفك المغرب يعززها داخل السوق البريطانية في مجال الأسفار ، أوضح المسؤول نفسه أن مؤهلات المملكة ، ولاسيما مكسب التنوع الثقافي، تمثل عوامل قوة للمغرب داخل هذا القطاع الذي يتميز خاصة بمستواه الثقافي العالي. وبهذا الشأن، ذكر السيد زناكي بالصلات الثقافية والحضارية بين المغرب والمملكة المتحدة التي يدل عليها الحضورالمكثف المغربي في المخيال الثقافي البريطاني. كما ذكر بالنتائج الهامة التي حققها المغرب في السوق البريطانية خلال السنوات الأخيرة. وأبرز أنه على الرغم من الظرفية السياسية الصعبة التي تجتازها المنطقة العربية سجل المغرب ارتفاعا بنسبة 17 في المائة على مستوى استقبال السياح في الفترة الممتدة من يناير إلى أبريل الماضيين. وأضاف أن هذا النشاط شكل نسبة 37 في المائة خلال شهر أبريل وحده . وهي النتائج التي تبرز المؤهلات البالغة الأهمية التي ينوي المغرب استثمارها عبر مجموعة من الشركات الإشهارية والبرامج الثقافية والسياحية ، مشيرا أيضا ، إلى أهمية تعزيز الرحلات الجوية بين المغرب والمملكة المتحدة . وقال بهذا الخصوص ، " إن الوجهة نحو المغرب واعدة بمستقبل براق في بريطانيا" ، مستدلا بدراسة أظهرت أن بين 17 و19 في المائة من البريطانيين يودون زيارة المغرب وأن واحد في المائة ، فقط ، قد اتجهوا فعلا صوب المغرب . وأضاف " هذا يبرز المؤهلات الهائلة التي ينبغي استغلالها للرفع من عدد السياح البريطانيين في المغرب " ، مشيرا إلى أن المملكة المتحدة تحتل مكانة بارزة داخل الاستراتيجية المغربية لتنمية القطاع السياحي.