أسدل الستار مساء أمس الأحد بدار الثقافة الأمير مولاي الحسن بالحسيمة على الدورة الثالثة لمهرجان النكور المتوسطي للمسرح التي تواصلت على مدى أربعة أيام تحت شعار "الانفتاح الثقافي ضمان تواصل شعوب المتوسط". وتابع الجمهور الحسيمي، الذي حج بكثافة إلى قاعة العروض المسرحية، فصول مسرحية "واشت نوبريد" (الاتجاه الواحد) لفرقة الشمعة لفنون العرض المسرحي من الجزائر، ومسرحية "ايكارن ايزابيلا" لفرقة الريف للمسرح الأمازيغي بالحسيمة. كما تم خلال حفل الختام، الذي حضره عدد من رجالات المسرح والسينما وأساتذة باحثون وفاعلون جمعويون، فضلا عن الفرق المشاركة من المغرب والجزائروتونس وإيطاليا، تسليم درع المهرجان وهدايا وشواهد تقديرية على المشاركين. وتضمن برنامج هذه الدورة عروضا مسرحية منها مسرحية "اتوت نين زو" لفرقة ثفسوين للمسرح الأمازيغي بالحسيمة، و"جوانح المحبة" لفرقة حمام سوسة من تونس، ومسرحية "هذا أنت" لفرقة المسرح الوطني، ومسرحية "أخاريق ن تامزا" (أكذوبة الغولة) لفرقة ثامزغا للتنشيط الثقافي والفني بالحسيمة، وعرضا بهلوانيا لفرقة العرائس الجوالة من تونس، وكرنفالا لفرقة جيوني كلون من إيطاليا، ومسرحية "مصائر" لفرقة الفرعون الصغير من مصر. وشمل البرنامج أيضا ندوة دولية حول "حوار الحضارات المتوسطية"، و"البحر الأبيض المتوسط وآفاق الجهوية المتوسطية"، و"التواصل الثقافي المشترك وبناء المتوسط"، بمشاركة أساتذة وباحثين من المغرب والجزائروتونس وإيطاليا. وفي كلمة ختامية، أوضح مدير المهرجان محمد بن يوسف، أن الدورة الثالثة، التي نظمت بمبادرة من "جمعية تيفسوين"، توصي بتشييد مسرح جهوي بالحسيمة يليق باستقبال الفرق المسرحية المحترفة المغربية والدولية، وتشييد معهد للفنون المسرحية والموسيقية يليق بتطلعات المواهب والمبدعين، وتشجيع المهرجانات والأنشطة الثقافية والفنية، وتوفير وسائل نقل خاصة للفرق المسرحية بالحسيمة، وتوسع مطار الشريف الإدريسي وتكثيف الرحلات الوطنية والدولية. وأبرز بن يوسف أن من أهداف هذه الدورة أيضا التعريف بمنطقة الريف، خاصة إقليمالحسيمة الذي يزخر بمؤهلات طبيعية والذي يعتبر في حاجة إلى جلب استثمارات للنهوض به من أجل إقلاع اقتصادي حقيقي وانخراط الجميع في التنمية الشاملة. وتم خلال هذه الدورة تكريم الفنان محمد الجم اعترافا بمجهوداته وعطاءاته في المجال المسرحي، والمخرج المغربي فاروق أزنابط الذي ساهم كممثل في مجموعة من الأعمال، وقام بإخراج أغلبها في مسرح الهواة أو المسرح الأمازيغي مع بداية التسعينيات، وكذا الممثل والمخرج التونسي حافظ خليفة، صاحب ريبرتوار غني بالأعمال الفنية المشتركة.