انطلقت اليوم الإثنين بالرباط الدورة التكوينية للمشرفين على برامج محو الأمية بالمناطق المشمولة ببرنامج جبر الضرر الجماعي، حول موضوع " المقاربة الحقوقية لفائدة المشرفين العاملين في برامج محو الأمية بالمناطق المشمولة بجبر الضرر الجماعي". وتدخل هذه الدورة التكوينية، التي ينظمها المجلس الوطني لحقوق الإنسان ومديرية محاربة الأمية بوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي واللجنة المركزية لحقوق الإنسان والمواطنة، في إطار تفعيل الاتفاقية بين المجلس والوزارة حول دعم تنفيذ برنامج جبر الضرر الجماعي. وتهدف هذه الدورة، المنظمة لفائدة 30 مشرفا ومشرفة والتي تتواصل على مدى يومين، إلى تمكين المشاركين والمشاركات من آليات إدماج المقاربة الحقوقية من خلال المواثيق الدولية لحقوق الإنسان ضمن دروس محو الأمية. وسيعمل المشرفون المستفيدون من هذه الدورة، مستقبلا، على تأطير المنشطين الذين سيسهرون على التنفيذ المباشر لبرامج محو الأمية لدى عدد من المستفيدين بالمناطق المشمولة بجبر الضرر الجماعي. وأكد مدير مديرية محاربة الأمية بوزارة التربية الوطنية السيد الحبيب ندير في تصريح للصحافة، أن التزامات الوزارة، في اطار الدورة التكوينية التي تدخل في إطار اتفاقية الشراكة بين وزارة التربية الوطنية والمجلس الوطني لحقوق الانسان ، تتمثل في دعم برامج محو الأمية في المناطق المشمولة ببرنامج جبر الضرر الجماعي. وأوضح أن عدد المستفيدين من برنامج محو الأمية يقدر بحوالي 14 ألف مستفيد ومستفيدة ، مبرزا أن الوزارة إرتات تعزيز برامجها وفق مقاربة حقوقية. من جانبه، قال رئيس شعبة الشؤون الجهوية للحقوق الجامعية بالمجلس الوطني لحقوق الانسان السيد أحمد توفيق الزنابي، إن اللقاء يهدف بالأساس إلى إدماج المقاربة الحقوقية في برامج محو الأمية للمناطق المشمولة بجبر الضرر الجماعي، والتركيز على التربية على حقوق الانسان وادماج القيم التي تعنى بهذه الحقوق والمقاربة الحقوقية في برنامج جبر الضرر الجماعي. من جهته، أكد سامر أبو القاسم عضو اللجنة المركزية لحقوق الانسان والمواطنة بقطاع التعليم المدرسي، أن اللقاء يهدف إلى تقوية ثقافة التربية على حقوق الانسان والمواطنة، وتمكين المشرفين على التأطير في برامج محو الامية من الأدوات الحقوقية والبيداغوجية لتصريف القيم الكونية في عمليات تنشيط برنامج تعليم الكبار. وستتناول هذه الدورة التكوينية جملة من المواضيع أبرزها "المرجعية الدولية والوطنية لحقوق الإنسان"، و"خطة العمل الوطنية حول الديموقراطية وحقوق الإنسان"، و"الأرضية المواطنة للنهوض بثقافة حقوق الإنسان"، و"الميثاق الوطني للتربية والتكوين". كما يتضمن البرنامج تشكيل مجموعات عمل حول قيم الكرامة والحرية والمساواة والاختلاف والتضامن بالإضافة إلى مجموعات عمل حول مواضيع المواطنة (الحق والواجب والحرية والمسؤولية)، والنوع الاجتماعي (المساواة، تكافؤ الفرص، الإنصاف، إعادة، الاعتبار...)، والتنوع الثقافي (الاختلاف، التسامح، التضامن، الاحترام،التكامل..)، وذوي الاحتياجات الخاصة (التكافل، التضامن، التقدير، تكافؤ الفرص..). يذكر أن تنظيم هذا المشروع يقوم على انتقاء جمعيات تحمل روح وفلسفة جبر الضرر والمصالحة من أجل تنفيذ برامج لمحور الأمية بالمناطق المشمولة بجبر الضرر الجماعي وكذا تكوين المكونيين في مجال حقوق الإنسان لإدماج المبادئ الحقوقية ضمن مواد المدرسة للمستفيدين. ويتوزع برنامج محو الأمية المبرمج بمناطق جبر الضرر الجماعي برسم موسم 2010-2011 على إقليم زاكورة (2.857 مستفيد) بشراكة مع النسيج الجمعوي للتنمية والديمقراطية، وإقليميورزازات وتنغير (2.857 مستفيد) بشراكة مع جمعية دامكون للتنمية فيدرالية جمعية تنغير النسيج الجمعوي. كما يشمل البرنامج إقليمالرشيدية (1.050 مستفيد) بشراكة مع جمعية أخيام للتنمية بإملشيل والعصبة المغربية لمحاربة الامية- الريش وجمعية أغرم أختار للتنمية وجمعية الوفاق للثقافة والتنمية، وإقليمخنيفرة (900 مستفيد) بشراكة مع جمعية واد سرو إقليم، والخميسات (1428مستفيد) بشراكة مع جمعية موحا اوحمو الزياني وإقليم أزيلال (1011 مستفيد) بشراكة مع النسيج الجمعوي التنموي أزيلال وإقليم فجيج (1.700 مستفيد) بشراكة مع جمعية المستقبل وإقليمالناظور (1000 مستفيد) بشراكة مع جمعية تيسغناس وإقليمالحسيمة (2.400 مستفيد) بشراكة مع جمعية باديس وإقليمطانطان (300 مستفيد) بشراكة مع جمعية الشعلة للتربية والثقافة. وتجدر الإشارة إلى أن الاتفاقية التي تجمع بين المجلس والوزارة تنص على إعطاء أهمية خاصة للأقاليم المشمولة ببرنامج جبر الضرر الجماعي ضمن برامج الوزارة والمؤسسات الخاضعة لوصايتها من خلال تعزيز البنية التحتية المدرسية والموارد البشرية ودعم التمدرس والتعليم الأولي ومحاربة الهدر المدرسي وتعزيز برامج محو الأمية بهذه المناطق وإمكانية إحداث مراكز جامعية ببعض المناطق وتوسيع الاستفادة من منح التعليم العالي على طلبة هذه الأقاليم والمساهمة في كتابة تاريخ هذه المناطق المرتبط بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان وادماجه في البرامج التعليمية الجهوية وحفظ الذاكرة ودعم أشغال التنسيقيات المحلية لبرنامج جبر الضرر الجماعي.