أكد وزير الاقتصاد والمالية السيد صلاح الدين مزوار اليوم الجمعة بمدريد أن المغرب عاقد العزم على مواصلة مسيرته من أجل تحقيق المزيد من الديمقراطية والازدهار الاقتصادي. وأوضح السيد مزوار الذي كان يتحدث أمام نخبة من رجال السياسة والاقتصاد والصحافة والثقافة في إطار (منتدى الاقتصاد الجديد) بحضور وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون الإسبانية السيدة ترينيداد خيمينيث أن "الاعتداء الذي استهدف إحدى المقاهي أمس الخميس بمدينة مراكش لن يمنع المغرب من مواصلة مسار الاصلاحات الرامية إلى تحقيق المزيد من الديمقراطية ومسلسل التنمية والدينامية الاقتصادية والاجتماعية الذي انخرطت فيه المملكة". وشدد الوزير المغربي أن هذا الاعتداء لن يساهم سوى في تعزيز اختيار المغرب من أجل بناء ديمقراطية ديناميكية تحترم حقوق الإنسان والحقوق الاقتصادية للمواطنين على حد سواء مبرزا أن هذا المسلسل الذي انطلق قبل عدة سنوات سيشهد دفعة جديدة بفضل الإصلاحات الطموحة التي أعلن عنها في الخطاب الملكي يوم 9 مارس حي يصبح المواطن المغربي فاعلا أساسيا في هذا الصرح الديمقراطي. وأبرز أن "المغرب سيواصل نضاله بدون كلل للدفاع عن الخيار الديمقراطي الذي اختاره" مؤكدا أن المملكة التي اختارت عن قناعة الطريق الصحيح تريد أن تثبت أنها تشكل بالفعل "استثناء" في العالم العربي الذي يشهد حاليا العديد من التحولات. وأكد وزير الاقتصاد والمالية خلال هذا الملتقى الذي حضره سفير المغرب بمدريد وسفير إسبانيا بالرباط على التوالي السيدان أحمدو سويلم وخوسي ألبرتو نابارو أن الإصلاحات الطموحة التي أطلقها المغرب حظيت بترحيب المجتمع الدولي بأسره. وبالإضافة إلى الخيار الديمقراطي أبرز الوزير المغربي أن المغرب يواصل بحكمة طريقه في اتجاه تحقيق الازدهار الاقتصادي مؤكدا أن الاختيار الاقتصادي التي اختارته المملكة بدأ يؤتي ثماره من حيث التنمية والازدهار كما يتضح من المشاريع الهيكلية الكبرى والطموحة التي أطلقها المغرب. وأشار السيد صلاح الدين مزوار إلى أن الوضع المتقدم الممنوح للمغرب من قبل الاتحاد الأوروبي يشكل اعترافا بالجهود والإصلاحات الشجاعة التي قامت بها المملكة داعيا في هذا السياق إلى مزيد من التعاون بين ضفتي حوض البحر الأبيض المتوسط. ومن جهته قدم السيد نزار بركة الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الاقتصادية والعامة عرضا مفصلا حول النموذج الاقتصادي الذي اختاره المغرب والفرص الاستثمارية التي توفرها المملكة "الشريك الاقتصادي الذي يحظى بالثقة" بالنسبة لاسبانيا ولبلدان الاتحاد الأوروبي. وأبرز الوزير المغربي في هذا الاطار المجهودات التي تبذلها الحكومة من أجل "جعل المغرب منصة لجذب الاستثمارات الأجنبية". وأوضح أن المغرب الذي تربطه العديد من اتفاقيات التجارة الحرة مع حوالي ستين بلدا ضاعف استثماراته العمومية من أجل تعزيز البنيات التحتية الاقتصادية (الطرق السريعة والموانئ والمطارات والاتصالات السلكية واللاسلكية) والاستجابة بالتالي لتطلعات المستثمرين الأجانب. واستعرض السيد بركة مختلف المخططات التي أطلقها المغرب في العديد من القطاعات الواعدة يمكن أن تثير اهتمام المستثمرين والشركاء الاقتصاديين مثل الطاقة الشمسية الخطة والطاقة الريحية والسياحة والفلاحة والبيئة. ويعتبر منتدى الاقتصاد الجديد (نويبا إيكونوميا فوروم) الذي يحظى بتقدير خاص من قبل صناع وقادة الرأي في إسبانيا وأوروبا منبرا مرجعيا للنقاش. ويتوخى هذا المنتدى الشهير النهوض بالنقاش والحوار من خلال تنظيم ملتقيات تتميز بالانفتاح والحياد والتعددية. ويعد منتدى الاقتصاد الجديد في مدريد منبرا للفكر السياسي الحر وقد سبق أن استضاف العديد من رؤساء الدول والحكومات وممثلي المؤسسات الاوروبية والفاعلين الاساسيين في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية وقادة الرأي. وقد تمكن منتدى الاقتصاد الجديد بفضل تعاونه مع صحيفة "وول ستريت جورنال" من اكتساب سمعة دولية وأصبح بالتالي مرجعا أساسيا لصانعي القرارات السياسية والاقتصادية وقادة الرأي في مختلف أنحاء العالم.