أدان المشاركون في المؤتمر الدولي الأول لجمعيات المجتمع المدني حول موضوع " قيم المواطنة وتحالف الحضارات"، اليوم الجمعة بالرباط، الاعتداء الإجرامي الذي استهدف مدينة مراكش أمس، والذي خلف مقتل 15 شخصا وإصابة أزيد من 20 آخرين. وعبر المشاركون في بيان صدر في ختام هذا اللقاء، الذي نظمته عشر جمعيات من المجتمع المدني بالرباط وسلا تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، عن شجبهم "للحركات الانفصالية المهددة لوحدة الأوطان والتيارات الإرهابية والمتطرفة الباعثة على فساد العمران وانحراف الإنسان". كما أكد البيان الختامي على وحدة المغاربة بمؤسستهم الملكية ومناطقهم الجغرافية وانتماءاتهم السياسية واللغوية، وعلى وحدة الأوطان الأخرى والحضارات والمجتمعات كافة. ودعا إلى العمل على تعزيز آداب الاختلاف الناهض بالتنوع الثقافي المغني للمجتمعات والحضارات والمحترم للتعددية المتشبثة بالثوابت والخصوصيات، وحث المؤسسات الإعلامية على ترشيد رسالتها لتشكيل المواقف وتوحيد السلوك وتصحيح المفاهيم لبناء شخصية المواطن الصالح والمجتمع الحداثي الأصيل. كما حث المنظمات والدول والمؤسسات المهنية بالشأن الثقافي والوطني على وضع أدلة توجيهية لتحديد سلم القيم للمواطنة الصادقة والتحالف الرشيد، مشددا على ضرورة تحصين الذاتية العربية الإسلامية بالوحدة والتربية والعلوم لتحقيق أي حوار متكافئ. وأكد البيان الختامي أيضا على ضرورة إيلاء الحوار الإسلامي -الإسلامي الأولوية الكبرى لتقوية الذات وتوحيد المنطلقات والغايات نحو كل حوار إيجابي، ودحض الصراع باسم الحضارات باعتباره صراع "عنصريات وعصبيات وجهالات"، داعيا إلى إنقاذ استراتيجية التحالف من الانحراف الموجه ضد الديانات والحضارات والمجتمعات الآمنة، ودعم جهود المنظمات والمؤسسات العاملة على تفعيل جهود التقريب بين المذاهب والمعتقدات والحركات المختلفة المشتغلة في الحقول الإنسانية. ودعا الأممالمتحدة ومؤسساتها المختلفة والمنظمات الدولية والإقليمية والعربية والإسلامية إلى الاهتمام بجهود المجتمع المدني ودعم رسالته الاجتماعية والثقافية والحضارية، وإلى إنشاء اتحاد عالمي لجمعيات المجتمع المدني توحيدا لجهوده وتعزيزا لثقافة الحوار والسلام والتعايش من أجل البناء الحضاري الإنساني المتكامل. وأضاف أنه يتعين العمل على إيلاء المناهج والبرامج التربوية الاهتمام الفائق لبناء جيل واع بقيمه ومنفتح على مستجدات عصره، داعيا إلى تصحيح الصور النمطية والنظريات المسيئة والمعيقة للتكامل الإنساني والدافعة إلى العدواة. كما حث أتباع الأديان والحضارات والثقافات على الفهم والتفاهم والتعاون والاحترام المتبادل والتعايش الايجابي المتكافئ درءا للعصبية والجهالة والعداوة وتحقيقا للسلم العالمي والتكامل الحضاري، وكذا الدول والمنظمات إلى إيلاء أهمية قصوى للأمن الثقافي المرتكز على قيم السلام والبناء واحترام هويات وخصوصيات المجتمعات. يشار إلى أن المشاركين في هذا المؤتمر، انكبوا على امتداد ثلاثة أيام ( من 27 الى 29 أبريل الجاري ) على مناقشة قضايا المواطنة، وقضايا الحوار والتحالف بين الحضارات والثقافات والأديان، وجدلية العلاقة بين المواطنة وتفاعل الحضارات والثقافات.