تعد ظاهرة الهدر المدرسي أو الفشل الدراسي والجامعي واحدة من الإشكاليات الرئيسية في الواقع التعليمي على الصعيد الوطني، مما يفسر الأهمية التي يوليها علماء التربية والنفس والاجتماع لهذه الظاهرة من أجل دراستها في أفق إيجاد حلول ناجعة وملائمة لها. وأكد المشاركون في لقاء وطني نظم اليوم الخميس بوجدة تحت شعار "التوجيه النشيط جسر النجاح من الثانوية الى الجامعة" أنه "إذا كنا نتفق على أن الفشل في الدراسة يعد ظاهرة معقدة وأسبابها مختلفة، فإن الاختيار السيء لشعبة التكوين في التعليم العالي من قبل تلميذ السنة الثانية من سلك الباكالوريا يمكن أن يكون أصل المشكل، الأمر الذي يستدعي توجيها جيدا لطلبة المستقبل في مسارهم الدراسي بعد الباكالوريا". وذكروا أن التكرار والهدر على مستوى التعليم العالي يسجل مستويات مرتفعة، مبرزين ان معدل التكرار السنوي يصل الى 17 في المائة بالنسبة لجميع الشعب على مستوى الإجازة في حين أن السنة الأولى تسجل معدلات مرتفعة (ما بين 34 و 49 في المائة). وأبرز المشاركون في هذا اللقاء الدور الذي يضطلع به الاعلام والتوجيه في الحد من التكرار والهدر المدرسي وكذا الاهمية التي يوليها البرنامج الاستعجالي لتطوير التوجيه النشيط. وأشاروا في هذا السياق الى وضع نظام ناجع للاعلام والتوجيه الذي يهدف بالاساس الى مساعدة تلاميذ السنة الثانية من التعليم الثانوي المؤهلين للتوجيه نحو تكوين يلائم توجهاتهم ويمنحهم آفاقا أفضل في أفق إدماجهم في سوق الشغل. وأبرز السيد طالب عبد المومن المسؤول بمديرية الاعلام والتوجيه، في كلمة بالمناسبة، أن هذا اللقاء، الذي يندرج في إطار تفعيل مقتضيات البرنامج الاستعجالي الذي يتوخى إعطاء نفس للاصلاح التربوي وتسريع وتيرته، يشكل مناسبة لتوسيع الاستشارة وتبادل الرأي والتجارب ودراسة السبل الكفيلة بأجرأة التدبير المتعلق بالتوجيه النشيط. ويتضمن برنامج هذا اللقاء، الذي تنظمه جامعة محمد الاول بوجدة، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة الشرقية، ومديرية التوجيه بقطاع التعليم المدرسي، على مدى ثلاثة أيام، إلقاء مجموعة من المداخلات ستتناول على الخصوص "إجراءات التوجيه النشيط"، و"وضع نظام ناجع للاعلام والتوجيه"، و"الشبكة الجامعية للانصات والمواكبة النفسية والبيداغوجية"، و"جدلية الاعلام والتوجيه: من أجل فضاء تواصلي ناجح"، و"مساهمة التوجيه المدرسي في محاربة الهدر المدرسي". كما ييشتمل على ورشات حول تقنيات استقبال طلبة المستقبل ومناقشة وتطوير اجراءات التوجيه النشيط، إضافة إلى تنظيم قافلة للاعلام والتوجيه نحو مدينة جرادة.