يحتفل الشعب المغربي غدا الجمعة 15 أبريل بالذكرى 53 لاسترجاع منطقة طرفاية إلى حظيرة الوطن سنة 1958. وذكر بلاغ للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أنه احتفاء بهذه المحطة البارزة في مسلسل الكفاح الوطني من أجل الحرية والإستقلال واستكمال الوحدة الترابية للمملكة، ولإبراز مكانتها الرمزية في سجل تاريخ المغرب الحافل بالمكارم والملاحم، سينظم بطرفاية مهرجان خطابي تلقى خلاله كلمات تستحضر فصول ملحمة الكفاح الذي خاضه العرش والشعب من أجل الإستقلال ووحدة الوطن وعزته. كما ستلتئم بالمناسبة ندوة علمية تنظمها المندوبية بتعاون مع عمالة إقليم طرفاية وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير حول موضوع "التاريخ وحاضرة طرفاية من خلال قراءة في المخططات الإستعمارية في جنوب مغرب القرن التاسع عشر" إضافة إلى تدشين الفضاء المتحفي والتثقيفي والتربوي للمقاومة وجيش التحرير ببوجدور. وذكر البلاغ بأن المغرب قدم تضحيات جسيمة في مواجهة الإستعمار الذي جثم بثقله على التراب الوطني قرابة نصف قرن وقسم البلاد إلى مناطق نفوذ موزعة بين الحماية الفرنسية في وسط المغرب، والحماية الإسبانية في شماله، فيما خضعت منطقة طنجة لنظام دولي ، مما جعل مهمة تحرير التراب الوطني صعبة بذل العرش والشعب في سبيلها تضحيات جسام في غمرة كفاح وطني طويل النفس متواصل الحلقات ومتعدد الأشكال حتى تحقق النصر. وأضاف البلاغ أن نهاية عهد الحماية لم تكن إلا بداية لملحمة الجهاد الأكبر لبناء المغرب الجديد الذي كان من أولى قضاياه تحرير ما تبقى من تراب المملكة. وفي هذا المضمار، كان انطلاق جيش التحرير بالجنوب سنة 1956 لاستكمال الإستقلال في باقي الأجزاء المحتلة من التراب الوطني، واستمرت مسيرة التحرير بقيادة بطل التحرير جلالة المغفورله محمد الخامس بعزم قوي وإرادة صلبة. وفي هذا الإطار، يشير البلاغ ، جاء الخطاب التاريخي لجلالة المغفور له محمد الخامس بمحاميد الغزلان في 25 أبريل 1958 بحضور وفود ممثلي قبائل الصحراء المغربية موقفا حاسما لتأكيد إصرار المغرب على استعادة حقوقه الثابتة في صحرائه السليبة. وهكذا تحقق استرجاع إقليم طرفاية سنة 1958 الذي جسد محطة بارزة على درب النضال الوطني من أجل استكمال الإستقلال الوطني وتحقيق الوحدة. وذكر البلاغ بأن المغرب واصل في عهد جلالة المغفور له الحسن الثاني استكمال وحدته الترابية باسترجاع سيدي إيفني سنة 1969 ،وتواصلت بالمسيرة الخضراء التاريخية في سادس نونبر 1975 التي جسدت عبقرية الملك الموحد الذي استطاع بأسلوب حضاري وسلمي استرجاع الأقاليم الجنوبية إلى الوطن الأم حيث رفع العلم الوطني في سماء العيون في 28 فبراير 1976 معلنا نهاية الوجود الإستعماري في الصحراء المغربية. وعقب ذلك استرجع المغرب في غشت 1979 إقليم وادي الذهب إلى حظيرة الوطن. وقد استمرت ملحمة صيانة الوحدة الترابية للمملكة في عهد جلالة الملك محمد السادس بقوة وإصرار وصمود وثبات بفضل السياسة الحكيمة لجلالته وتجنده التام للدفاع عن مبادئ الحرية وإنهاء كل أسباب النزاعات في المنطقة خدمة لصالح شعوبها. وفي هذا السياق تندرج مبادرة الحكم الذاتي القاضية بمنح حكم ذاتي موسع للأقاليم الصحراوية المسترجعة في ظل السيادة الوطنية.