تحتضن مدينة زرهون، منذ أمس الجمعة، فعاليات النسخة السادسة لملتقى زرهون الوطني لسينما القرية، الذي تنظمه جمعية مهرجانات بني عمار للسينما والثقافة وجمعية قدماء تلاميذ بني عمار بزرهون. وتتميز هذه الدورة المنظمة بدعم من المركز السينمائي المغربي والمجلس البلدي لزرهون، بعرض باقة من الأفلام ذات جودة تقنية وفنية جعلتها تحظى بالتتويج في عدة مهرجانات وطنية ودولية ما بين سنتي 2010 و2011، والتي سيتمكن الجمهور المحلي من مشاهدتها. وتهم هذه العروض الفيلمين الطويلين "البراق" لمحمد مفتكر، الحائز على الجائزة الكبرى لمؤسسة مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة 2010، و"أشلاء" لحكيم بلعباس الحائز على الجائزة الكبرى لمهرجان الفيلم الوطني بطنجة 2011. كما تهم أفلام قصيرة ك "هفوة" لمحاسن الحشادي الحائز على الجائزة الكبرى لأفلام المدارس السينمائية بالمهرجان الدولي بمراكش 2010، و"حياة قصيرة" لعادل الفاضلي، الحائز على الجائزة الكبرى للفيلم القصير المتوسطي بطنجة 2010، إلى جانب عرض فيلمي "الخطاف" لسعيد الناصري، و"آلو 15" لمحمد اليونسي. وقد أعتبر مدير المهرجان السيد امحمد بلمو، في كلمة ألقاها خلال الافتتاح، أن هذه الدورة تأكيد جديد على صواب الاختيارات التي أدت إلى خلق هذا العرس السينمائي بمنطقة جبل زرهون، وجعلته صلة وصل فعلية فريدة بهذه المنطقة بين الفعاليات السينمائية الوطنية والجمهور المتلقي. وأبرز أن تأسيس جمعية متخصصة للنهوض بتنظيم وتطوير هذا الملتقى، يعد خير دليل على وجود إرادة قوية لنشر الثقافة السينمائية لدى الجمهور الزرهوني الواسع، وعند الشباب على الخصوص، إيمانا من الجمعية بأنه حق وواجب في نفس الآن. ومن جانبه، عبر رئيس جمعية قدماء تلاميذ بني عمار محمد الكريني، عن الأمل في أن يشكل الملتقى الذي يعد من بين أهم الملتقيات السينمائية على الصعيد الوطني، مناسبة للتواصل وللمزيد من العطاء، بما يخدم المنطقة ثقافيا وتنمويا، مشيرا إلى أن الملتقى حقق على امتداد دوراته نجاحا إعلاميا كبيرا كما فتح آفاقا واسعة للتواصل والتعاون بين عدد من الجهات التي وعت بأهميته. واعتبر أن الملتقى رسخ عرفا محمودا دأب عليه المنظمون منذ سنوات، من خلال محاولة تكريس ثقافة سينمائية في مناطق من المغرب العميق الغني بثقافاته وقيمه وعاداته وتراثه وطبيعته، التي يمكن أن تلهم السينمائيين المغاربة للقيام بأعمال تعزز المشهد السينمائي المغربي وتضفي عليه طابعا خاصا ينبع من عمق المجتمع. ودعا مختلف الفاعلين والمتدخلين في هذا الإطار، إلى اكتشاف معالم هذه المنطقة التاريخية والثقافية والطبيعية الغنية، واستثمارها في أعمال سينمائية تساهم في التعريف بها وتغني قطاع السينما بالمغرب. أما كلمة المجلس البلدي لمدينة مولاي إدريس زرهون، التي ألقاها السيد محمد الكارح، فقد أكد فيها على أهمية هذا الملتقى السينمائي، كما جدد دعم المجلس لهذا الملتقى لما يشكله من تميز في مشهد المهرجانات الوطنية. وتميز يوم أمس، بتكريم الناقد السينمائي ومدير النادي السينمائي بالقنيطرة ومدير مهرجانها، آيت عمر المختار، عرفانا لما أسداه للمشهد السينمائي المغربي، وإسهامه في تطوير السينما عبر فعل الكتابة والتأطير وتنظيم أنشطة إشعاعية، حيث قدمت له هدايا رمزية من قبل ممثلين عن الشرفاء الأدارسة. ويحضر فعاليات المهرجان باقة من نجوم السينما المغربية كمحمد البسطاوي، ومحمد خيي، ومحمد الشوبي، وسعيد الناصري، وأنس التازي، ورفيق بوبكر، إلى جانب عدد من مدراء الملتقيات والمهرجانات السينمائية المغربية، ورئيس الجامعة الوطنية للأندية السينمائية.