احتفى ملتقى سينما القرية في نسخته السادسة، بقصبة بني عمار بزرهون، اليوم السبت، بتجربة السينمائي المغربي الراحل أحمد البوعناني عبر تسليط الضوء على أعماله وإسهاماته في المشهد السينمائي. وجاء استحضار أعمال هذا المبدع الراحل في ندوة احتضنها المعرض الدائم بالقصبة، بمشاركة عدد من الفاعلين في الحقل السينمائي المغربي، خاصة منهم الأساتذة محمد البوعيادي، وعلي الصافي، وحمادي كيروم. ويروم الملتقى من خلال اختياره تكريم الراحل البوعناني في دورته الحالية، تسليط مزيد من الضوء على هذه التجربة، ونشر ما ورد بخصوصها في كتاب خلال الأشهر القليلة المقبلة، لتكون وثيقة يساهم بها ملتقى زرهون في تخليد ذكرى هذا المبدع السينمائي الكبير الذي رحل مؤخرا. وكان الراحل البوعناني (1938-2011)، المتعدد المواهب، مخرج وموضب وسيناريست ورسام وشاعر وروائي وقاص وكاتب، قد فضل الإنزواء في بيته رفقة زوجته الفنانة مصممة الملابس نعيمة السعودي بعد وفاة الباتول، إحدى بنتيه. كما تعرض الراحل لمضايقات من أجل إفراغ بيت كان يكتريه بالرباط، ترتب عنها إحراق جزء من أرشيفه السينمائي وكتبه والعديد من نصوصه المكتوبة، بما في ذلك مسودة كتاب حول تاريخ السينما المغربية، وذلك سنة 2003. وقد رحل هذا السينمائي المثقف والمرهف الإحساس بعد مسيرة فنية وأدبية طويلة حافلة بالعطاء، انطلقت في منتصف ستينيات القرن الماضي عند التحاقه بالمركز السينمائي المغربي كموظف (1965- 1998)، بعد تخرجه من معهد الدراسات السينمائية العليا بباريس، تخصص المونطاج والسكريبت سنة 1963، مخلفا وراءه رصيدا هاما من النصوص الشعرية، أصدر منها ديوانين سنتي 1980 و1981 وكتب تزاوج بين أشعاره وصور فوتوغرافية لتلميذه المخرج داوود أولاد السيد. كما خلف عددا من المقالات والقصص القصيرة نشر بعضها بمجلة "أنفاس"، التي كان عضوا في هيأة تحريرها تحت إدارة الشاعر عبد اللطيف اللعبي، ومجلة "لام ألف " لزكية داوود، وغيرهما، ورواية بعنوان "المستشفى" صدرت سنة 1990، ومجموعة من السيناريوهات، وما يفوق الأربعين فيلما أخرجها أو شارك في إنجازها كسيناريست أو كموضب أو كمساعد في الإخراج أو مدير فني وتقني. ومن أعماله التي أضحت تشكل علامات بارزة في السينما المغربية، "طرفاية أو مسيرة شاعر" (1966) و" ستة وإثنى عشر" (1968)، و"لذاكرة 14 " (1971)، و" إيه يا زمان" (1972)، و" كان حتى كان أو الينابيع الأربعة" (1978)، و"وشمة" (1979)، و"السراب" (1979)، و"عود الريح " (2001). وتميزت أشغال اليوم الثاني للملتقى، كذلك، بتنظيم ورشة حول سيناريو الفيلم التاريخي كتجربة تتوخى الانتقال من نمط الورشات التقليدية والعابرة إلى نمط جديد يجعل الورشة منتجة وممتدة في الزمان، وذلك بتأطير محمد عريوس ومشاركة شباب تواق إلى الاشتغال في المجال السينمائي.