أعاد الدراج المغربي محسن لحسايني عقارب الزمن 46 سنة إلى الوراء بإحرازه، أمس الأحد، لقب الدورة ال24 لطواف المغرب، الذي أقيم من 25 مارس إلى 3 أبريل الجاري ، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ليكون ثاني مغربي يحقق هذا الإنجاز بعد الدراج الأسطورة محمد الكرش الذي أحرز ثلاثة ألقاب متتالية سنوات 1960 و1964 و1965 في وقت كان فيه طواف المغرب يعد من بين أفضل خمسة طوافات في العالم . فقد دون لحسايني (26 سنة) فصلا جديدا من فصول طواف المغرب، الذي نال شهرة واسعة في سنوات الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي حيث لازالت الطرقات الإسفلتية والمنعرجات والمرتفعات في مختلف جهات المملكة شاهدة على الأمجاد والأسماء التي ميزت الطواف. ونجح لحسايني، بعد سنوات من التضحية والإعداد الجدي، في ربط ماضي الدراجة المغربية بحاضرها وكتب صفحة أخرى من تاريخ طواف المغرب الذي يعد مصدر فخر واعتزاز كافة المغاربة منذ عهد الرواد، إدريس بنعبد السلام ومحمد بنبوعزة وصالح بنعمر والميلودي بن بوزيان ومحمد الكورش وكندورة الأشهب، ثم جيل مصطفى النجاري ومصطفى أفندي وأحمد الرحيلي فيما بعد، قبل أن يتسلم المشعل جيل عبد العاطي سعدون وعادل جلول وطارق الشاعوفي وغيرهم من الشباب الواعد. وكانت الدراجة المغربية هذه السنة على موعد مع التألق بامتياز حيث تمكن المنتخب المغربي للكبار من انتزاع اللقب حسب الفرق بتصدره الترتيب بتوقيت 111 س و38 د و20 ث أمام فريق كوبيكا الجنوب إفريقي بتوقيت 111س و41 د و48 ث ثم فريق ميتش كيرشيوتي الإيطالي (111 س و43 د و11 ث). فبعد صراع مرير مع الجنوب إفريقي يوهان رابي، الذي احتكر صدارة الترتيب منذ المرحلة الأولى للطواف قبل أن يتنازل عنها مرغما منذ مرحلتين، تمكن محسن لحسايني من الحفاظ على فارق الثانية التي كانت حاسمة في إحراز لقب الدورة، وذلك بفضل انسجام الدراجين المغاربة وإصرارهم على الصعود إلى أعلى درج في منصة التتويج. فقد تربع لحسايني على قمة الترتيب بعد إنهائه المراحل العشر بتوقيت 37س و12 د و50 ث أمام الجنوب إفريقي داريل إيمبي بتوقيت 37 س و12 د و51 ث. أما المتصدر السابق للترتيب العام الجنوب إفريقي يوهان رابي فحل ثالثا بتوقيت 37 س و12 د و51 ث أيضا يليه المغربي عادل جلول بالتوقيت ذاته. وعاد الفوز في المرحلة الأخيرة للإيطالي ليوناردو بنيزوتيو بعد قطعه المسافة في زمن قدره 2 س و41 د و36 ث متقدما على المغربي طارق الشاعوفي (2 س و42 د و49 ث) والجنوب إفريقي أران براون (نفس التوقيت). واعتبر مصطفى النجاري ، المدير التقني الوطني، أن الإنجاز الذي حققه الدراج الواعد لحسن لحسايني ومعه المنتخب المغربي للكبار كان مستحقا بالنظر إلى الإستعداد والتربصات المكثفة التي خضعت لها مختلف العناصر الوطنية منذ أزيد من سنة تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية لسباق الدراجات. وأضاف أن المستوى الذي أبانت عنه جميع المنتخبات المغربية في الطواف هو تكريس للنتائج التي تحققت في مختلف الطوافات والتظاهرات الجهوية والقارية والوطنية التي شارك فيها الدراجون المغاربة. ومن جهته، توجه محمد بلماحي، رئيس الجامعة الملكية المغربية لسباق الدراجات بالشكر إلى كل من ساهم في هذا الإنجاز الذي شرف كل المغاربة بدون استثناء ، مضيفا أن هذا اللقب الذي جاء بعد 46 سنة من الانتظار يبرهن على رغبة الرياضيين الشباب في السير قدما برياضة الدراجات وتعزيز إشعاعها قاريا ودوليا. وأكد أن الجيل الجديد من الدراجين المغاربة، الذي يشرف على تأطيره نخبة من الرواد، تحذوه رغبة أكيدة في رد الاعتبار للدراجة المغربية، وبدل عطاء أوفر للسير على نهج الأجيال السابقة التي رسمت طريق المجد لهذه الرياضة التي ظلت راسخة في الذاكرة الشعبية على مر السنين والعقود. ويذكر أن انطلاقة طواف المغرب كانت سنة 1937 قبل أن يتواصل بعد الإستقلال سنة 1959، أي مباشرة بعد تأسيس الجامعة الملكية المغربية لسباق الدراجات ، حيث كان للدراجة المغربية حضورها المتميز في مختلف التظاهرات خاصة العربية والقارية منها.