انطلقت اليوم الأربعاء بسلا الجديدة، أشغال المنتدى الوطني الرابع للإعاقة الذي ينظمه المركز الوطني محمد السادس للمعاقين تحت شعار "المهن في خدمة الإعاقة.. بين تعددية الاختصاصات والتخصص". ويتوخى هذا المنتدى، الذي ينظم على مدى يومين بشراكة مع وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، بمناسبة اليوم الوطني للأشخاص المعاقين، بالأساس، خلق دينامية للتكوين من أجل تحسين ظروف التأطير والمواكبة لفائدة الشخص المعاق والانفتاح على مختلف المتدخلين في ميدان الإعاقة لتبادل التجارب والخبرات. وفي كلمة افتتاحية، أكد مدير المركز الوطني محمد السادس للمعاقين السيد عبد الله الشدادي، أن أهمية المهن والمهنيين العاملين في مجال الإعاقة تقتضي من الفاعلين الاجتماعيين الوقوف عند الشروط والمقومات والمسؤوليات لضمان تأطير جيد، وإرساء آليات المواكبة وتأهيل مهن العمل الاجتماعي، للاستجابة لحاجيات هذه الفئة. واعتبر أن اختيار شعار المهن في خدمة الإعاقة يعزز القناعة بضرورة تقوية دينامية التكوين لدى العاملين في هذا القطاع الهام وإرساء مقومات التكوين الأساسي والتكوين المستمر لمهنيي العمل الاجتماعي بشكل عام والعاملين في مجال الإعاقة على الخصوص. وشدد على أن المسؤولية الاجتماعية المشتركة تقتضي التفكير في تطوير الأداء المهني، مع الوقوف عند كل الحاجيات الآنية والمستقبلية التي يتطلبها مجال التكوين، وتحديد مجالات التكوين والتشغيل في ميدان العمل الاجتماعي. من جهته، أوضح وزير التشغيل والتكوين المهني السيد جمال أغماني أن مرتكزات المقاربة الشمولية والمندمجة لإدماج الشخص المعاق، تتمثل بالأساس في العمل على ملاءمة المهن والحرف لتستجيب إلى حاجيات هذه الشريحة، من خلال اعتماد برامج تؤهلها للانخراط التام في الحياة العملية وضمان تكوين ملائم يوفر لها أسباب العيش الكريم. وأشار إلى أن وزارة التشغيل وضعت منظومة تكوينية متكاملة وخاصة، اعتبارا للأهمية التي يكتسيها التكوين المهني في تأهيل الشخص المعاق ودوره في الرفع من قدراته وتيسير إدماجه في الحياة المهنية والاجتماعية، وأيضا إسهاما في المجهود الوطني الموجه للنهوض بأوضاع هذه الشريحة. وأوضح أن هذه المنظومة ترتكز بالأساس، على توفير البنى التحتية وإحداث مراكز التكوين والتأطير البيداغوجي والتقني للمعاقين واعتماد نظام التدرج المهني، لتمكين هذه الفئة من اكتساب مهارات تسهل انخراطها في الحياة المهنية. وفي أفق تحقيق التقائية بين برامج التدرج المهني والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في شقها المخصص لشريحة المعاقين، أوضح السيد أغماني أن الوزراة أبرمت العديد من الاتفاقيات مع مجموعة من الفاعلين في هذا المجال. من جانبه، دعا المدير العام لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل السيد العربي بن الشيخ إلى اعتماد تحليل دقيق لحاجيات وأولويات وطموحات الأشخاص في وضعية إعاقة. كما شدد على ضرورة ضمان تعددية الاختصاص، من خلال إغناء متبادل بين كل المتدخلين في مجال الإعاقة، مع الحفاظ على خصوصية هذه الفئة وبناء علاقات الثقة والشراكات وتوزيع المهام بين مختلف الفاعلين. ويتضمن برنامج المنتدى الوطني الرابع للإعاقة جلسات عامة وورشات تهم مواضيع ذات صلة بتكوين العاملين الاجتماعيين في المغرب.. استنتاجات وآفاق، ومهن العمل الاجتماعي، وتكوين العاملين الاجتماعيين في المغرب، والمهن الصحية في خدمة الإعاقة، والمرجعية المهنية للمربي المختص والمدرب المربي، والنظام الأساسي للعاملين الاجتماعيين وتربية الأطفال المعاقين.. مناهج التكوين الأساسي للأطر، وتكوين مسيري مراكز الوقاية الاجتماعية. وبالموازاة مع هذه الجلسات، سيتم تنظيم أنشطة ثقافية ورياضية وترفيهية في فضاءات المركز طيلة أيام المنتدى. ويشارك في أشغال هذا الملتقى مهنيون من قطاع التكوين وأساتذة جامعيون وباحثون وجمعيات آباء وأولياء الأطفال المعاقين وممثلون عن القطاعات الحكومية وغير الحكومية المعنية.