شكل موضوع تحسين المشهد العمراني لورزازات الكبرى موضوع مناقشة خلال اللقاء الدراسي الذي انعقد ، اليوم الخميس في مدينة ورزازات ، وذلك بمشاركة نخبة من المهندسين المعماريين والمنتخبين والأساتذة الباحثين من المغرب ومن الخارج. ويروم هذا اليوم الدراسي تسليط الضوء على واقع المشهد العمراني في مدينة ورزازات ومحيطها الجغرافي، وبسط مختلف المشاكل والتشوهات التي عرفها التوسع الحضري في هذه المنطقة التي تمتاز بإرثها العمراني الفريد من نوعه على الصعيد الوطني والعالمي، والمتمثل على الخصوص في القصبات والقصور الطينية. وأبرز عامل إقليمورزازات السيد عبد السلام بيكرات خلال افتتاح هذا اللقاء الدراسي، الأهمية القصوى التي يكتسيها الحفاظ على الموروث المعماري للمنطقة وإنقاذه من الاندثار، وذلك على اعتبار أن تحقيق هذه الغاية يكسب الموروث الثقافي والحضاري المغربي نوعا من المناعة، كما يمنح المغرب الحصانة اللازمة لإثبات الذات ومقاومة تحديات العولمة. وأكد السيد بيكرات على ضرورة سعي مختلف الفاعلين والمتدخلين خلال هذا اليوم الدراسي من أجل صياغة ميثاق للهندسة المعمارية المحلية، إلى جانب بلورة رؤية استراتيجية واضحة المعالم حول السبل الكفيلة بإنقاذ القصور والقصبات في محيط ورزازات الكبرى، وذلك بما يحقق لهذه المنطقة إمكانيات تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية مندمجة. ومن جانبه، شدد السيد عبد السلام أوداد رئيس المجلس الجهوي للجنوب للهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين على ضرورة تحديد مسؤولية جميع الأطراف المتدخلة في مجال التعمير، مشيرا إلى أن هذا المطلب أصبح يكتسي أهمية قصوى وطابعا استعجاليا باعتبار التشوهات والاختلالات الكبيرة التي أضحت السمة المميزة للمشهد العمراني في العديد من المدن المغربية. وأوضح السيد أوداد أن المهندس المعماري يعتبر فاعلا لا محيد عنه في مجال التدبير الحضري والتنمية العمرانية، داعيا إلى إعطائه الإمكانيات والمساعدات المادية الضرورية للقيام بواجبه. كما شدد في هذا الصدد على ضرورة تحلي باقي الأطراف المتدخلة في مجال العمران بالجرأة واليقظة الضروريين من أجل التصدي لمختلف أشكال التشوهات العمرانية، مع الحرص على تفعيل آليات التنسيق بين مختلف المتدخلين من مهندسين وسلطات محلية ومنتخبين. وتميز الجزء الأول من أشغال هذا اليوم الدراسي بالعرض الذي قدمه السيد محمد بوصالح مدير 'مركز صيانة وتوظيف التراث المعماري بمناطق الأطلس والجنوب' والذي استعرض فيه أهم المحطات التي طبعت تاريخ التعمير بورزازات، إلى جانب إبراز مجموعة من الخاصيات المميزة للطابع الهندسي للإقليم. ومن جهته، قدم السيد عبد العزيز ديدي حسن مدير الوكالة الحضرية لورزازات - زاكورة عرضا شخص من خلاله مختلف الإختلالات الوظيفية للمشهد الحضري بمدينة ورزازات، والذي خلص من خلاله إلى ضرورة صياغة وتفعيل ميثاق هندسي، يشكل إطارا لبلورة تصور مرجعي لتهيئة عمرانية منسجمة تشرك جميع المتدخلين. وتتضمن أشغال هذا اليوم الدراسي ورشات موضوعاتية تبحث في مواضيع "إعادة تحديد الجودة الهندسية"، و"المجال العمومي والمشهد"، و"التعمير والتهيئة".