دعا المشاركون في اللقاء الأول من تظاهرة «لقاءات المدينة» الذي نظم السبت الماضي، وخصص لبحث موضوع السياحة في ورزازات، جميع المتدخلين الى العمل لتأهيل النشاط السياحي بورزازات، وإعادة الحيوية لهذا القطاع باعتباره مكونا محوريا للنسيج الاقتصادي للمدينة. وسجلت المداخلات التي ألقيت في هذا اللقاء الذي تميز بمشاركة ممثلين محليين لعدد من الأحزاب السياسية والنقابات والمؤسسات المنتخبة والهيئات المهنية ومنظمات المجتمع المدني ، حالة التدني المتواصلة التي يعرفها النشاط السياحي بالمدينة والتي يعكسها معدل الملء في الفنادق المصنفة الذي تراجع إلى نسبة 23 في المئة منذ مطلع السنة الجارية الى متم أكتوبر الماضي. وأورد المتدخلون العديد من الأسباب والمشاكل التي يعرفها النشاط السياحي في ورزازات والتي تحول دون أن يلعب القطاع دوره في التنمية المحلية، من ضمنها على سبيل المثال العزلة الجوية والبرية التي يعرفها الإقليم، وتدني جودة المنتوج، وتقادم البنيات والتجهيزات الفندقية، وضعف المؤهلات المهنية لدى الفاعلين، وانعدام الترويج لمنتوج هذه الوجهة في الأسواق السياحية. ومقابل هذه النقائص، لاحظ المتدخلون أن لورزازات من المؤهلات ما يجعلها تشكل قطبا سياحيا وطنيا حقيقيا، لديه من المواصفات ما يؤهله للتنافس على استقطاب السياح وتحقيق أعلى معدلات الملء، حيث تتوفر المدينة ومحيطها على عدد كبير من القصبات التي تعتبر جواهر عمرانية وهندسية لا مثيل لها على الصعيد العالمي،إضافة إلى وجود أماكن طبيعية صورت بها العديد من الأفلام التي اكتسبت صيتا عالميا. كما يتميز المشهد الجغرافي المحلي بتنوع فريد من نوعه على الصعيد الكوني، من واحات تشجع على السياحة البيئية التي ما فتئ الطلب عليها يتكاثر يوما عن يوم،وجبال تحفز على إقامة نهضة فعلية للسياحة القروية والجبلية، وعلى بعد كيلومترات معدودات منها، تنتصب كثبان الرمال الصحراوية التي تتوسطها المخيمات السياحية، فضلا عن توفر المدينة على متحف للسينما، وقصر للمؤتمرات، ومسرح للهواء الطلق يوجد في قلب قصبة تاوريرت التاريخية.ومن بين التوصيات التي سطرها اللقاء الأول من تظاهرة « لقاءات المدينة» كسبيل لتجاوز حالة التراجع التي يشهدها النشاط السياحي، هناك التشديد على عنصر الترويج لوجهة ورزازات في الأسواق السياحية العالمية، والاهتمام بالتنشيط السياحي، والبحث عن إمكانيات تكثيف الربط الجوي بواسطة شركات الطيران المنخفضة التكلفة،ومحاربة مظاهر التطفل السائدة في المهن السياحية، وتأهيل العنصر البشري، والإلتزام بتطبيق القوانين التي تنظم النشاط السياحي في جميع أوجهه. كما أكدت التوصيات على أهمية تنظيم ورشات موضوعاتية لمناقشة مختلف القضايا المرتبطة بالقطاعات الجزئية ذات الصلة بالنشاط السياحي، وتنظيم مناظرة محلية يشارك فيها جميع الفاعلين والمتدخلين في النشاط السياحي المحلي، إلى جانب مشاركة أخصائيين وخبراء في القطاع على الصعيدين الجهوي والوطني. للتذكير، فإن اللقاء الأول من تظاهرة «لقاءات المدينة» نظم بمبادرة من «اللجنة المحلية لتفعيل الديموقراطية المحلية» و»جمعية أرباب المآوي السياحية بورزازات»، وذلك بشراكة مع كل من «المعهد الجمهوري الدولي» والمجلس البلدي لورزازات. وتسعى «اللجنة المحلية لتفعيل الديموقراطية المحلية» التي تضم العديد من الهيئات والجمعيات والفعاليات المحلية من وراء تنظيم «لقاءات المدينة»إلى طرح القضايا التي تهم ساكنة ورزازات على مائدة الحوار التشاركي، وذلك من أجل تيسير سبل الانخراط الفعلي لمختلف المتدخلين في التنمية المحلية، فضلا عن المساهمة في تنفيذ التعاقدات التي أخذها المجلس البلدي لورزازات على عاتقه أمام كل الفاعلين المحليين بمناسبة عرضه للمسودة النهائية للمخطط الجماعي للتنمية ببلدية ورزازات بتاريخ 27 أكتوبر 2010 . وللنهوض بهذه المهمة، فإن «اللجنة المحلية لتفعيل الديموقراطية المحلية» تعمل بتنسيق مع المجلس البلدي لورزازات، وبدعم من «المعهد الجمهوري الدولي» على تنظيم مجموعة من اللقاءات الموضوعاتية في إطار»لقاءات المدينة»، حيث خصصت اللقاء الأول لمناقشة القضايا المرتبطة بالسياحة، على أن تخصص اللقاءات القادمة لمناقشة مواضيع تتعلق أساسا بالسينما، وفضاءات الترفيه والبيئة، والخدمات الاجتماعية والثقافية، والرياضة، والتعمير والإسكان، والحكامة المؤسساتية.